يا عقلاء نقابة المهندسين يا ملحَ البلد ...... مَنْ يُصلح الملحَ إذا الملحُ فسد؟!!
ما يجري في نقابتنا اليوم من تراشق وجدال بخصوص الدراسة الاكتوارية قد يوصلنا الى التمزق لا قدر الملك الديان. ...، حالة بل مشهد لايسر البال ويحمل بين جوانبه مرحلة من مراحل الانقسام لم نتعود عليها من قبل... حتى وقت الخصام الانتخابي ... فقناعتي اننا جميعا مع اختلاف وجهات نظرنا ندافع عن نقابتنا حسب معتقدنا وقناعتنا وما قيل لنا... لا حسب واقعها وحساباتها وحقائقها وهو الاهم الان ..
نعم كثير منا يحب النقابة كحبنا لوطننا وهل يضام وطن وبين جنباتة مدافعون اطهار ... كيف لا وهي مركز قوتنا وعزتنا وبيتنا الذي ندخله بقداسة المحراب ليل نهار..
هذه رسالة مختصرة إلى كل مهندس عاقل , وقبل أن ابدأ كلامي وتشخيصي للحال أحب أن أذكّركم فقط بالقاعدة التي تقول : لا يُعذر الإنسان بالجهل إذا كان يستطيع أن يتعلم ،فكيف لا وأنتم من صنع العلم طوعا وبنيتم الاوطان فاشرقت وحق لها ان تشرق وتزهر ...
اخي المهندس اختي المهندسة ...
سواء أكملت قراءة النقاط التالية أو لا فهي حجة عليك ..خالفني فيما اقول ولكن اعمل ما يحكمه ضميرك فانك اليوم مسؤول فهذه اموال الجميع ......
اختي المهندسة .....اخي المهندس ..
ينبغي أولا أن نتخلص من التبعية العمياء التي تعطل العقل فليس بالضرورة أن نكون صورة لمن يفكرون بالنيابة عنا أو نسلك طريقاً وجدناهم عليه.. ينبغي علينا أن نفكر ونفكر وخاصة إذا كان القرار خطيرا جدا فالموضوع ليس مقامرة بمال أو مغامرة بصفقة تجارية أو مشروع ... الموضوع أكبر من ذلك بكثير فالنقابة جيش الاردن الثاني و الذي نتفاخر به في كل مكان فان وهن وهن نصف المجتمع على اقل حال....
اخي المهندس ..اختي المهندسة...
عدم اكتراثك لما يدور من حولك هو من اوصلنا الى هذا الطريق فلو كانت الهيئات العامة بقوتها العددية ولجانها الرقابية لما وصلنا الى ما نحن عليه الان...
اختي المهندسة ..اخي المهندس.....
صندوق التقاعد في النقابة يمنحك الحق في تنشيط عقلك من جديد فبادر بدراسة اوضاعة وكن خبيرا اكتواريا من منطلقك النقابي العلمي و العملي بعيدا عن التشويش او التزويق....
اخي المهندس..احتي المهندسة ....
قال سعيدُ بنُ المُسيَّبِ – وهو من مدرسة الصحابة -: “ليس من شريفٍ ولا عالِمٍ ولا ذي فضلٍ إلا وفيه عيبٌ، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تُذكَر عيوبُه؛ فمن كان فضلُه أكثرَ من نقصِه وُثِبَ نقصُه لفضلِه”.
ولنعلَم أنه لا معصومَ من حاكمٍ ومسؤولٍ إلا الأنبياءُ؛ فالبشرُ مُعرَّضون للجهل وللهوى وللزَّلَل، ولكن مع التشاوُر بنوايًا حسنةٍ يجعلُ الله بعد الفُرقةِ أُلفةً، وتصلُحُ الأحوالُ، وتسعَدُ المُجتمعاتُ؛ فالنقدُ الهادِفُ مطلبٌ حضاريٌّ، والبيانُ الناصحُ ضرورةٌ دينيَّةٌ ودنيوية...فلنحاسب مجالسنا السابقة على ما قد سلف من باب التوضيح لا التشكيك ..وان نقيم عليهم ذلك بالحجة المقنعة والبرهان الساطع...وان يكون ردهم كذلك ....
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وقد عاصرَ الاختلافَ والافتراقَ في الأمة -: “وإذا تفرَّقَ القومُ فسَدوا وهلَكوا، وإذا اجتَمعوا صلَحوا وملَكوا؛ فإن الجماعةَ رحمةٌ، والفُرقةَ عذابٌ”.
عُودوا إلى وَحدة الصفِّ واجتِماع الكلمة، احذَروا التفرُّقَ بكل أشكاله، والتنازُع بشتَّى صُوره، تصافَوا وتحاوَروا، افتَحوا جُسور التواصُل لحلِّ كل مشكلةٍ تُوجِبُ التنازُع؛ فالاديان كلها جعلت الشُّورَى مبدأً من المبادئِ التي تصلُحُ بها حياةُ الجماعة، وجعلت أسلوبَ الحوار سببًا للوُصول للنتائج الطيبة
وفقنا الله جميعا لخدمة وطننا نقابتنا والزملاء المهندسين الكرام ..
ملاحظة ...ان بحثتم عن الحلول فقد كتبتها من قبل في مقال سابق بعنوان لو كنت نقيبا للمهندسين...قد يروق لكم ..