خطبة الجمعة المقترحة : الأمل والتفاؤل
المدينة نيوز - نشرت وزارة الاوقاف عناصر مقترحة لخطبة الجمعة بتاريخ 26/2/2016 م ، والتي حملت عنوان : " الأمل والتفاؤل " .
وتاليا محاور الخطبة :
• إن من حسن أدوية المحن والمصائب، وأنفعها في الحال والمآل، بعد الرضا بقضاء الله وحسن الظنِّ به، هو الأمل والتفاؤل لأن الله عز وجل يقول: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، ولن يغلِب عسر يسرين.
• ويذكِّرُنا صلى الله عليه وسلم بالتفاؤل فيقول: (ادعوا اللهَ وأنتم موقِنون بالإجابة)؛ رواه الترمذي. ويربي أمَّته صلوات الله وسلامه عليه حتى وإن اشتدّت بهم المضائِق، واغبرَّت أرضُهم؛ فإن الفرج في التفاؤل والأمل بالله.
• إن الأمل والتفاؤل هو من حسن الظن بالله، واليأس والتشاؤم من الشيطان، قال تعالى: {لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}، وفي الحديث القُدسيِّ يقول الله تعالى: «أنا عند ظنِّ عبدِي بي»؛ رواه البخاري. فها هُما طريقان وبابَان أمامَك أيها المرء، فانظُر أيَّ الطريقين تختارُ؟.
• إن التفاؤل فيه معنى الصبر والرِّضا، والنصر والعِزَّة والرجاء. واليأس فيه معنى السَّخَط والهزيمة والذِّلَّة والقلق. والتفاؤل لا يعنِي تحقُّق الأشياء بالضرورة، لكنَّه علاج التشاؤُم واليأس، ففي جوِّ التفاؤل يتعافَى الفكرُ والبدن، ويكون العبد أقرب إلى الله ورسولِه صلى الله عليه وسلم؛ لأنهما أمرَا به. وفي جوِّ اليأس يبعُد العبدُ عن الله، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهما قد نهَيَا عنه.
• التفاؤل أولى خطوات العمل، واليأس أُولى خطوات الكسَل والإخلاد إلى الأرض واتِّباع الهوى. التفاؤل كالمرهم على الجرح، والياس كالملح على الجرح. فالفأل ثقةٌ بالله، وإيمانٌ بقضائِه وقدرِه، وفي التشاؤُم سوء ظنٍّ بالله ورِيبةٌ في قضائِه وقدره. الفألُ حياة، والتشاؤُم وفاة.
• الأمل أحد مصادر الأمن والسكينة، وهو شعاع يضيء في الظلمات، وينير المعالم، ويوضح السبل، تنمو به شجرة الحياة، يرتفع به صرح العمران، يذوق به المرء طعم السعادة، يحسُّ به بهجة الحياة، إنه قوة دافعة، تشرح الصدر للعمل، تخلق دوافع الكفاح من أجل الواجب، تبحث النشاط في النفس والبدن، تدفع الكسول إلى الجد، والمجد إلى المداومة، تدفع المخفق إلى تكرار المحاولة، تحفز الناجح إلى مضاعفة الجد، إن الذي يدفع الزارع إلى الكدح والعرق أمله في الحياة، إن الذي يغري التاجر بالأسفار والمخاطر أمله في الربح، إن الذي يبعث الطالب إلى الجد أمله في النجاح، إن الذي يحفز الجندي إلى الاستبسال أمله في النصر، إن الذي يحبب الدواء المرَّ إلى المريض أمله في الشفاء، إن الذي يدفع المؤمن إلى أن يخالف هواه ويطيع ربه أمله في رضوانه وجنته، لولا الأمل لضاع العمل. قال ابن مسعود رضي الله عنه: " الهلاك في اثنتين، القنوط والعجب ".
• إن الإيمان والأمل متلازمان، والإيمان أن تعتقد بإله رحيم قدير يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، ويغفر الكثير، يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، أن تعتقد بإله أرحم بعباده من الأم بولدها، وأبرَّ بخلقه من أنفسهم. ((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً))[متفق عليه عن أبي هريرة.
• المؤمن يعتصم بربه، البرُّ الرحيم، العزيز الكريم، يعيش على أمل إيجابي لا حدّ له، ورجاء لا تنفصم عراه، إنه دائماً متفائل ينظر إلى الحياة بوجه ضاحك، ويستقبل أحداثها بثقة بالغة. وإذا مرض المؤمن لم ينقطع أمله في العافية: قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} وإذا اقترف المؤمن ذنباً لم ييأس من المغفرة، مهما يكن ذنبه عظيماً، فإن عفو الله أعظم، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} وإذا أعسر المؤمن لم يزل يؤمل في اليسر قال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، إذا انتابت المؤمن كارثة من كوارث الحياة، كان مع رجاء الله أن يأجره في مصيبته، وأن يخلفه خيراً منها، قال تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} حتى إذا عادى المؤمن أو كره، كان قريباً إلى الصلة والسلام، راجياً في الصفاء والوئام، مؤمناً بأن الله يحول القلوب من حال إلى حال، قال تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
• كيف كان التفاؤل والأمل عن المؤمنين يوم الأحزاب، عندما بلغت القلوب الحناجر وكيف كيف كان ظن المنافقين.
• إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من بث الأمل في نفوس أصحابه، ومثال ذلك عندما اعترضتهم الصخرة أثناء حفر الخندق فضربها صلى الله عليه وسلم بالفأس وقال: (أضيت لي قصور قيصر.....).
• قوله صلى الله عليه وسلم عندما اشتكى اليه أصحابه ما نالهم من ضر وأذى (والله لتسيرن الضغينة من صنعاء لحضرموت لا تخشى الا الله والذئب على غنمها)
• أنزل الله سبحانه وتعالى سورة الفتح بعد صلح الحديبية لما حزن المسلمون لعدم دخولهم مكة.
• قوله صلى الله عليه وسلم لابي بكر أثناء الهجرة: (ما ظنك باثنين الله ثالثهما).
• التفاؤل والأمل لا بد أن يصحبه العمل والانتاج والسعي الحثيث والتخطيط الدقيق، والا اصبح تواكلا.
• مع كل الظروف الصعبة التي تحيط بوطننا وبلدنا هذا لا يدعونا الى اليأس بل الى ألأمل بحسن الظن بالله أولا والثقة بقيادتنا ثانيا، وأولي الأمر منا وأن نعمل كجسد واحد وفريق واحد للتغلب على كل الصعاب.
• إذا كنت فقيرا فلا تيأس بل خطط لتخرج من الفقر بالعمل بالعلم بالاقتصاد وعدم الاسراف بطرق كل السبل الشريفة. إذا كنت مريضا لا تيأس وثق بالله واسلك سبل العلاج. إذا كنت في ضيق من أمر ما لا تيأس وأدع الله أن يكشف الكرب والهم، قال تعالى: {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر} وقال تعالى: {وذا نون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}، ثم اسلك السبل السليمة لحياة سعيدة مملوءة بالأمل والتفاؤل.