جريمة وفضيحة في عاصمة بلغاريا

تم نشره السبت 27 شباط / فبراير 2016 01:46 صباحاً
جريمة وفضيحة في عاصمة بلغاريا
ياسر الزعاترة

ما جرى للأسير الفلسطيني المحرر عمر النايف في العاصمة البلغارية يمثل جريمة وفضيحة في آن. جريمة لأننا تعودنا من مجرمي الاحتلال أن يطاردوا المقاومين في كل أرجاء الأرض، بخاصة من يضعونهم ضمن تصنيف يسمى “دم على الأيدي”، أي من قتلوا أو تسببوا بقتل صهاينة. عمر النايف كان عضوا في الجبهة الشعبية؛ شارك في عملية قتل لأحد المستوطنين، واعتقل عام 1986، وحُكم عليه بالمؤبد، لكنه فرَّ من المستشفى إثر نقله لحالة صحية في العام 1990، وتمكن من الخروج خارج فلسطين، ليستقر به الحال في بلغاريا، ويتزوج وينجب 3 أبناء. مؤخرا، واستغلالا لوجود حكومة قريبة من الصهاينة في بلغاريا، طالب الكيان الصهيوني بتسليم النايف، ما ألجأه إلى سفارة دولته (سلطته) العتيدة على أمل أن توفر له الحماية، وتحل مشكلته مع السلطات، لكن ذلك لم يكن سوى محطة مهدت لاغتياله، وأين؟ داخل حرم السفارة. وهنا تتبدى الفضيحة التي أشرنا إليها، والتي لا تختلف كثيرا عن فضيحة إدخال السمّ إلى ياسر عرفات من دون أن يحددوا لنا من فعل ذلك حتى هذه اللحظة، مع الاكتفاء باتهام الاحتلال بالجريمة، وبالطبع بعد أن لم يعد بوسعهم الإنكار، هم الذين فعلوا ذلك في البداية. المعلومات حول طريقة القتل متباينة، بين القول إنه ألقي من سطح السفارة، وبين القول إنه تعرض للاغتيال طعنا في حديقة السفارة، لكن المهم أن ذلك هو ما حدث. والمصيبة أن السفارة العتيدة لم تبادر إلى تحرك يحل أزمة الرجل، بل تركته أسيرا في السفارة منذ شهرين. الرئيس الفلسطيني شكل لجنة للتحقيق في الأمر، وبالطبع بعد أن صرخ أقاربه وكل الشعب الفلسطيني من بشاعة الجريمة، ومن وقوعها في حرم السفارة الذي يفترض أنه محصن، لكن العملاء كانوا دائما يعبثون في كل مكان، والسفارات ليست بعيدة عن متناول أيديهم. هل سيصلوا إلى نتيجة في التحقيق؟ نشك في ذلك، ومن عجزوا عن حل لغز اغتيال ياسر عرفات، لن يفعلوا شيئا هنا، وهم لن يأخذوا موقفا أصلا، وفي العموم هناك الكثير الكثير من الفضائح الأسوأ من هذه، والتي يتبوأ أصحابها مواقع في السلطة. هل تذكرون خلية صوريف، ومبنى الأمن الوقائي في بيتونيا؟ أين ذلك الذي تورط فيهما؟ أليس عضوا في اللجنة المركزية، وسمعناه قبل أيام يهدد بأخذ قطاع غزة بالقوة من حماس؟!! إنه العار الذي يتلبس أقواما لا يرون في التعاون الأمني مع العدو أية مشكلة، فضلا عن محاسبة من يتورطون فيه، إن كان بأوامر عليا أم بمبادرات ذاتية. يرحل عمر النايف شهيدا، فيما شعبه لا يزال يقدم أسراب الشهداء من دون توقف، ويعاني من جرائم الاحتلال، ومن تواطؤ المحسوبين عليه في آن، تماما كما كان هو (أي عمر النايف) ضحية إجرام الاحتلال من جهة، تواطؤ المحسوبين على شعبنا وقضيته من جهة أخرى. 

(المصدر: الدستور 2016-02-27)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات