النظام العربي...يعاني
![النظام العربي...يعاني النظام العربي...يعاني](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/f06026ff893a603269ced85018d64bd9.jpg)
النظام العربي ممثلا بالموقف السياسي للجامعة العربية يتلاشى بصورة واضحة فسورية غير حاضرة والعراق ينسحب منه (عند التصويت على حزب الله كمنظمة ارهابية ) والجزائر يرفض ولبنان كذلك , وهناك من يتحدث عن اعتراض موريتاني . هذه الصورة تعطي الانطباع بأن الحاضرين ليسوا على وفاق اذا ما عدنا للتصويت على قرارات سابقة واليكم رؤيتنا للامر .
> العراق وسورية. كانظمة سياسية قائمة (ونتحدث هنا عن النظامين المعترف بهما دوليا حكومة العبادي وحكومة الاسد ) ضمن تحالف سياسي وديني واضح رغم اختلاف تبعيتهما . فالاولى بحماية امريكية والثانية بحماية روسية , لكنهما يتبعان ايران دينيا , ويتلقيان الدعم التسليحي والمالي منها . ولا يمكن الحديث عن عودة هاتين الدولتين للجامعة العربية ضمن النظام. المعطيات الحالية فالعراق حاضر لكنه ضد المحور الخليجي بقيادة السعودية وسوريه مطروده منذ بدء ازمتها , والواقع ان خروج هاتين الدولتين كقوة عربية اقليمية من دائرة النفوذ والقرار بالجامعة العربية اوجدتا خللا سياسيا وافقدتا المنظمة الاقليمية الاقدم بالشرق الاوسط هيبتها ودورها السياسي .
> الجزائر ,معها موريتانيا واحيانا تتبعها تونس هذه الدول لا تتوافق والسياسات الخليجية ورفض الجزائر اعتبار حزب الله منظمة ارهابية هو مؤشر على ما نقول اضافة الى رفضه قرارات الجامعة العربية الاخرى من التدخل العسكري في ليبيا وقبل ذلك التدخل الامريكي في العراق , والقائمة تطول . وبعبارة اخرى فان النظام السياسي الجزائري كان يتلاقى بمواقفه مع العراق وسورية لكنه اليوم وحيدآ في مواجهة الهيمنة الخليجية على قرارات الجامعة العربية , ولهذا نقول بان النظام العربي يتداعى ومرشح للانهيار .
> لبنان .. هذا البلد العربي الصغير بمساحته والكبير بنفوذه السياسي الاقليمي رفض البقاء في المظلة الخليجية وانحاز الى الرفض للقرارات العربية ضد حزب الله الذي يكون الجزء الاهم من نسيجه الاجتماعي , وواضح هنا ان الخلافات العربية الافقية والعمودية اوجدت حالة من الفراغ لدخول القوى الاقليمية الينا وخاصة ايران وتركيا . واللافت ان اصحاب النظرية القائلة بان السعودية هي التي يجب ان تقود الامه العربية يتراجعون لصالح الاتراك والايرانيين وبعبارة اخرى فان الموالين لها باتوا غير مقتنعين بامكانيه صمودها في حروبها القائمة باليمن وامكانية تحقيق ارادتها بازالة النظام السوري.
الخلافات العربية الظاهرة للعالم تبدو مؤشرآ على تشقق المؤسسات القائمة وخاصة الجامعة العربية , والخلافات غير العلنية تبقى الاخطر . فسلطنة عمان ليست على وفاق مع محيطها , والمغرب العربي ليس على وفاق مع محيطه والاسوأ ان التغذية للمتطرفين من مختلف العواصم العربية موجود دون مراجعة شاملة لوقفه . فالمدارس الدينية تضخ عشرات بل مئات الشباب الى جبهات القتال .
الجامعة العربية باتت صورة جامعة لصوت عربي خليجي واحد ضد صوت عربي عربي اخر لا يشاطرها الرأي والمواقف ومؤسساتها تعاني جراء ازمات تعصف بها من كل الاتجاهات . وصمودها او بقائها مرهون بما ستؤول اليه نهايات الازمات المشتعلة في سورية واليمن وبكل الاحوال فان النظام العربي ضعيف وغير قادر على لم شمله والعودة الى الساحة الاقليمية والعالمية .
(المصدر: الديار الأردنية 2016-03-04)