عقوبات نتنياهو الحقيرة الجديدة لوأد الانتفاضة

تم نشره السبت 05 آذار / مارس 2016 01:56 صباحاً
عقوبات نتنياهو الحقيرة الجديدة لوأد الانتفاضة
ياسر الزعاترة

لا يخرج مشروع القانون الساقط والحقير الذي أعلن نتنياهو نية عرضه على حكومته وبرلمانه، والمتمثل في إبعاد أهالي منفذي العمليات من الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى قطاع غزة.. لا يعدو أن يكون إعلانا للعجز عن وقف الانتفاضة بأدوات البطش التقليدية، مع أنه تجاوز التقليدي بالعقوبات التي فرضها على المقدسيين (سحب الهويات)، فضلا عن هدم بيوت منفذي العمليات. القانون الجديد هو الفصل الأسوأ في حال جرى تمريره، وهو شيطاني بكل تأكيد، إذ سيدفع الشبان إلى التفكير مليا قبل تنفيذ عمليات خوفا على أهاليهم وذويهم من التشرد، وإن كان تشردا داخل الوطن، أو الجزء الأكثر بؤسا منه؛ لجهة حصاره المفروض عربيا، والمدعوم من طرف السلطة التي تزعم تمثيله. لا شيء يمكن استغرابه من عدو بهذا المستوى من الخسة والنذالة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ذلك المتعلق بالرد على تلك الإجراءات، وما إذا كان يكمن في السكوت عليها، أم في مواجهتها؟ سيذهب قادة السلطة إلى التنديد بالقرار في حال تم تمريره، وقد يتمردون أكثر!! ويقررون الذهاب إلى المنظمات الدولية من أجل وقفه، لكن واقع الحال أن شيئا من ذلك لن يوقف شهية العدو للقمع، ولا للعقوبات الجماعية في سياق من تركيع الشعب الفلسطيني لواقعه وخياراته السياسية. المسار الوحيد الذي يلجم كل ذلك، بما في ذلك الاستيطان الذي تلوح السلطة أيضا برفع ملفه إلى مجلس الأمن الدولي؛ كأن أمريكا بعصا الفيتو الذي تملكه ليست هنا.. المسار الوحيد هو تحويل الانتفاضة إلى انتفاضة شاملة تفرض التراجع على العدو، عبر رفع شعار دحره من دون قيد أو شرط عن الأراضي المحتلة عام 67، بما فيها القدس وتفكيك المستوطنات وتحرير الأسرى، ونكرر من دون قيد أو شرط، حتى يبقى هدف التحرير الشامل قائما لا يقيّده شيء. المصيبة الكبرى تكمن هنا في خيارات سلطة وقيادة ليست في وارد تغيير مسارها، بل هي تؤكد عليه بين حين وآخر، مع فواصل إعلانية بائسة عن إمكانية وقف التعاون الأمني، أو حل السلطة، قبل أن تعود النغمة إلى بؤسها التقليدي في اعتبار تلك السلطة إنجازا عظيما تنبغي المحافظة عليه، وفي التنظير القائل بأن التعاون الأمني مع العدو هو مصلحة للشعب الفلسطيني. كيف؟ لا ندري. بعد خمسة شهور من انتفاضة الشعب، وما يقرب من 200 شهيد، ومئات الإصابات، لا زالت السلطة مصرة على اعتبارها مجرد هبّة، ولا زالت مصرة على مواجهتها بكل وسيلة ممكنة، من أجل الحيلولة دون تحولها إلى انتفاضة شاملة، ولو حتى شعبية بالمفهوم الحقيقي للمقاومة الشعبية التي تعني اشتباكا مع حواجر العدو، ومنعه من دخول المناطق بالحشود الجماهيرية والعصيان المدني، مع إعلان المناطق محررة يُمنع المحتل من دخولها، بدل دخولها بالتنسيق مع قوىً أمنية أدمنت التعامل مع العدو. هذا هو الرد الحقيقي على صلف نتنياهو، أما الاستجداء، والتوسط من أجل إعادة نتنياهو إلى طاولة المفاوضات، فلن يؤدي إلا لمزيد من التيه الذي تعيشه القضية منذ تسلمها من القيادة الحالية. وهنا تقع المسؤولية الكبرى على حركة فتح التي ينبغي أن تتمرد على هذا الوضع وتنحاز إلى نبض شعبها بعيدا عن القبلية الحزبية. 

(المصدر: الدستور 2016-03-05)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات