انقرة تتقرب من طهران .. الاسباب والدوافع !
![انقرة تتقرب من طهران .. الاسباب والدوافع ! انقرة تتقرب من طهران .. الاسباب والدوافع !](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/be855677d23eb3579198ad6c46d6203b.jpg)
زيارة رئيس وزراء تركيا احمد داوود اغلو الى طهران على راس وفد اقتصادي وسياسي كبير يعكس الرغبة بالتقرب معها ويوصل رسائل هامة الى حلفائه الامريكيين والاوروبيين واعدائه الروس , ويضع تحالفه مع السعوديه في ثلاجة ولهذا اسباب ودوافع نلخصها بالاتي :
> واشنطن رفضت طلب تركيا اقامة مناطق عازلة في سوريه ورفضت وضع حزب الاتحاد الكردي على قائمة الارهاب ورفضت اي دخول في حرب مع روسيا على خلفية قيامها باسقاط طائرة سو ,24 ورفضت الابتزاز السياسي لحكومة اردوغان بملفات امنية مع الجوار وما نقصده هنا العراق . حيث قال قبل ايام مسؤول امريكي في بغداد ان القوات التركية لن تشارك في عمليات تحرير الموصل الا باذن من حكومة حيدر العبادي وزاد ان القوات السعودية لن تدخل العراق الا بموافقة حكومته (اي حكومة العبادي ) .
> الدافع الابرز لحكومة اردوغان بالتوجه لطهران هو قناعتها بخسارة رهاناتها السياسية والامنية لاسقاط النظام السوري وانتقالها من خانة الداعمين للثورة الى خانة الحياد . فقبل ايام قامت باغلاق حدودها امام اللاجئين واطلق حرس حدودها النار على مدنيين وقتل تسعة منهم, كما انها امتنعت عن اطلاق تصريحاتها المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الاسد . وقبلت فكرة رفع التبادل التجاري من (10) مليارات الى (30) مليار دولار سنويا لتعويض خسارتها السوق الروسية وهي الان تبحث عن ماء الوجه للخروج من الازمة السورية .
> لتركيا اردوغان اعداء كثر في الاقليم والعالم وباتت موضع بحث وتحليل لاسقاطها واقامة دولة كردية , وذهبت الى طهران لكي توحد جهودها الامنية ضد المشروع الروسي الامريكي الذي ظهر مؤخرآ ويهدف الى اعادة تقسيم خرائط المنطقة وربما انشاء دول مجاورة لها ومن بينها دولة الاكراد في العراق وسوريه اولا ولاحقا في اراضيها . واللافت ان المسؤولين الايرانيين لن يقدموا لها ما تريد خاصة وان انبوب الغاز الذي جرى الاتفاق حوله يحتاج الى سنوات الى مده من حقول ايران اليها وان التباطؤ في العمل سيكون سيد الموقف
> تركيا تحاول التقرب . من اوروبا وتحاول اعادة تدوير سياساتها في المنطقة بالتقارب مع ايران على اعتبار ان امريكا وروسيا عدوين وهذا كله يجري على حساب تحالفها مع السعودية التي تنظر بعدم الرضا على تبني انقرة سياسات مغايره تجاه الازمة السورية. حكومة اردوغان ادركت وبعد خمس سنوات انها عضو بالناتو دون حماية وانها مستهدفة بمشاريع التقسيم الدولية وانها محاصرة سياسيا ومعزوله عن جوارها . ولهذا اتجهت الى اعادة تدوير خياراتها بالتقارب مع ايران في محاولة منها لمنع الدولة الكبرى من تحقيق احلامهم باعادة تقسيم خرائط المنطقة من جديد .
(المصدر: الديار الأردنية 2016-03-06)