خطبة الجمعة المقترحة : حماية الشباب من الانحراف

تم نشره الخميس 10 آذار / مارس 2016 04:58 مساءً
خطبة الجمعة المقترحة : حماية الشباب من الانحراف
محاور خطبة الجمعة - تعبيرية

المدينة نيوز - نشرت وزارة الاوقاف عناصر مقترحة لخطبة الجمعة بتاريخ 11 /3/2016م ، والتي حملت عنوان : " حماية الشباب من الانحراف " .

وتاليا محاور الخطبة :

• الشباب هم القوة الأولى في المجتمع، وعليهم الاعتماد في نهضة الأمم، بعزيمتهم، وأخلاقهم، وتضحيتهم بالغالي والنفيس لتحقيق الازدهار والريادة، وهم أساس لتحقيق الصلاح والهدى، قال الله تعالى: ( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ) سورة الكهف (13)، فعلى أكتافهم تُبنى الدول، وتزدهر الحضارات، وبهم يُدحر الباطل، ويعلو الحق، وتُقتلع شوكة الفساد، وتُغرس نبتة الخير، وهم صانعو الأفكار، ومنتجو التغيير، تتضاءل إلى جانب همتهم كلُّ همة، وتتدانى إلى جانب حماستهم كل حماسة وقوة.

• ومن حق الأمة على الشباب أن يكون شبابًا واعيًا، حاضر الذهن، متَّقد القريحة، شجاعًا مقدامًا لا جبانًا كسولاً، عالي الهمة يقدّر للأمور قدرها، لا ينجر وراء الشهوات ولا ينخدع بزيف المبطلين وتحريف الغالين، فالشباب هم في محاريب الآخرة يتضرعون ويبتهلون، وفي محاريب الدنيا يكدحون ويجاهدون ويقاومون الشر والفساد، وحيث أنهم تميزوا بالإيمان والعبادة والصلاح والتقوى فإن الله تعالى يميزهم يوم القيامة عن غيرهم من الناس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "، وذكر من بينهم: " وشاب نشأ في عبادة الله "، رواه البخاري ومسلم.

• الأسرةُ هي المحضِن الأبرز لإعداد الشباب وبناء الشخصية، ومنها يصدر الخير أو الشر، ومنها ينجُم الانحراف أو الصلاح، وعندما تفقد الأسرةُ دورَها وتضيِّع رسالتها وتقصر في تربية أبنائها، تترك بذلك أبناءها هدفاً سهلاً لرفقاء السوء، الذين يضلونهم ويسوقونهم الى الهاوية، إما بالأخلاق السيئة، كالمخدرات وغيرها مما ابتلى به بعض شباب الأمة، وإما بالأفكار المنحرفة المسمومة التي تضلهم باسم الدين فيكفرون آباءهم وابناء جلدتهم، ويعادون أوطانهم، فأين مسؤولية الآباء والأمهات، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة}، وقال صلى الله عليه وسلم: (والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها). أخرجه البخاري.

• إن الدين أعظم حصانةٍ للشباب من كل انحراف، قال الله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}. ففي غياب الدين الصحيح والإيمان القويم والمنهج الوسط يكون الشباب معرضًا للانحراف، ويقع فريسة الإجرام أو الإرهاب أو التطرف، أو الارتماء في أحضان الأعداء، أو الوقوع في مصائد المنحرفين، أو يسيطر عليه الضياع حتى يصبح كالسم في جسد الأمة والمعول الذي يحطم مستقبلها ومستقبله، ويهدم كيانها وكيانه.

• من الشباب ينشأ العلماء العاملون، والجنود المجاهدون، فكم من شباب الاردن من ضحى بنفسه دفاعاً عن أمتنا ووطننا لنعيش في أمن وأمان، كالشهيد معاذ الكساسبة والشهيد راشد الزيود، وفي الشباب الصناع والمحترفون، إذا صلحوا سعدت بهم أمتهم، وقرت بهم أعين آبائهم وأمهاتهم، وامتد نفعهم وحسنت عاقبتهم: {جنات عدنٍ يدخلونها ومن صلح من آبائِهم وأزوجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بِما صبرتم فنعم عقبى الدار}، وجاء في الاثر: (نصرت بالشباب).

• إن المحافظة على شبابنا من أسمى المهمات، وآكد الواجبات، لاسيما في هذا الوقت مع انتشار وسائل التواصل والاتصال الحديثة التي لها اكبر الاثر في الانحراف الاخلاقي والفكري و تساهم في سرعة انتقال المعلومات المغلوطة، مما يعرض الشباب للاستغلال والتلاعب من قبل أصحاب الشهوات والشبهات، فيوقعوهم فيما يعود بالضرر عليهم وعلى دينهم ومجتمعهم ودولهم، حيث يتم التغرير بكثير من الشباب والشابات، واستغلالهم لهدم استقرارهم، بزعم تحقيق الحرية ونصرة الإسلام، والحقيقة أنها مغالطات وتضليل، وهذا كله يوجب علينا أن نبذل الأسباب التي تحفظ شبابنا من الأفكار الدخيلة، فإن الوقاية خير من العلاج.

• إن من أعظم وسائل تحصين الشباب تنشئتهم على القيم والمبادئ السامية، من التربية الإيمانية القويمة، والأخلاق الفاضلة الكريمة، والقيم الاجتماعية والوطنية العالية، فيقوى بذلك عندهم الوازع الديني، والترابط الاجتماعي، والانتماء الوطني، والولاء للقيادة التي تبذل كل جهدها لنعيش في سلام وأمان، فعلى الشباب أن يعوا هذا، ويحرصوا على الارتقاء بأنفسهم، والمحافظة على هويتهم الإسلامية الصحيحة، دون تفريط أو إفراط، وإنما بوسطية واعتدال وفهم صحيح. وأن يتحروا الذي ينفعهم، ولا ينخدعوا بالإشاعات، ولا يغتروا بكل معلومة منشورة في الشبكات ووسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما في باب الفتوى والخطاب الديني، فليس كل ما ينشر صواباً، وليحذروا من الذين يوظفون الشعارات البراقة لخداعهم، فليس كل مدع نصرة الإسلام ناصره، وليجتنبوا التيارات والثقافات التي تهدد قيم اليسر والسماحة والاعتدال، وليكونوا حصفاء العقل، ولا يثقوا فيمن لا يعرفون، فلا يصح الوثوق بكل أحد، إذ هناك المحسن والمسيء، والصادق والكاذب، والصالح والطالح، قال ربنا تبارك وتعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير، ولا الظلمات ولا النور، ولا الظل ولا الحرور}.

• وحيث أننا نعيش في عصرنا الحالي ثورة إعلام واتصال متميزة ومؤثرة وبخاصة على فئة الشباب، فلا بد لوسائل الإعلام والاتصال أن تأخذ دورها في التوعية والتوجيه وأن تأخذ بيد الشباب نحو بر الأمان وأن لا تكون سببا في ضياع الشباب وانحرافهم، قال الله تعالى : ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) ) سورة الأنفال.

• فلا بد من توجيه الشباب لمعرفة الصورة المشرقة للإسلام دين الوسطية، والبعد عن الغلو والتطرف وكذلك تحذيرهم من الخروج عن جادة الشرع والتحلل من أحكامه وقيمه قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. ومن الأمور التي تحفظ الشباب من الأفكار الهدامة العلم الشرعي، لأن العلم عاصمٌ من الضلالة وحامٍ من الغواية والفتنة قال تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}. وقال الحسن البصري رحمه الله : "الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها الجاهل".

• المعلمون لهم دورهم الكبير في توعية وتوجيه الشباب، فهم الذين اعتمدت الأمة عليهم في تنمية عقول الشباب وتعليمهم، وعلى أيديهم يتربى الشباب على الإيمان والتقوى ومعاني الخير وحب الوطن وصدق الانتماء، وفي الوقت الذي نشكر فيه المعلمين والمربين من الأساتذة الكرام في مدارسنا وجامعاتنا على ما يقدموه من جهود وتضحيات، وقد جاء فيهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ"، فإننا ندعوهم إلى المزيد من الاهتمام والعطاء، فعلى أيديكم أيها المعلمون الكرام ينهض الشباب ويرتقي ويسمو إلى درجات التميز والعطاء والإنجاز..

• إن من أهم مؤسسات التوعية والتوجيه للشباب ولأبنائنا: المساجد، إذ يتزودون فيها بزاد الإيمان، ويتعلمون في رحابها كتاب الله تعالى وحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويتعمق لديهم الوعي بدينهم، ويقوى فيهم الوازع الإيماني الذي يدعوهم إلى الالتزام بالسلوك الإيجابي والأخلاق الفاضلة، مما ينعكس على استقرار المجتمع وارتقائه ورقيه وحضارته، يصدق فيهم قول الشاعر:

إن لله عبــادا فـــطنا طلقوا الدنيا وخافـوا الفتنا

نظــروا فيهـا فلما علموا أنها ليـست لـحي وطنـا

جــعلوها لجــة واتخذوا صالح الأعمـال فيها سفنا

فدور المسجد في المجتمع لا يقتصر على إقامة الصلاة فقط، بل هو أيضا منارة علم وتوجيه، ومن دوره رعاية الشباب واحتضانهم وحمايتهم من الآفات المتنوعة والأفكار المتطرفة والانحرافات المضللة.

الخطبة الثانية :

يرجى تضمين الخطبة الثانية الإعلان التالي:

بناء على طلب السادة المواطنين تعلن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عن فتح باب التسجيل الأولي لأداء فريضة الحج للمرة الثانية والأخيرة ابتداء من الساعة العاشرة من صباح يوم الاحد المقبل الموافق 13/3/2016 ، ولغاية الساعة العاشرة من مساء يوم الثلاثاء المقبل 15/3/2016، على الموقع الالكتروني الخاص بدائرة الحج والعمرة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات