حول غياب تركيا عن الحفل الختامي لمناورات رعد الشمال
غياب تركيا عن الحفل الختامي لمناورات رعد الشمال في المملكة العربية السعودية (حفر الباطن) يؤشر على ابتعاد سياسي بين الدولتين على خلفية الرسالة الامنية والسياسية الموجهة لايران وفي هذا فان التحالف الذي دشنه الرئيس رجب طيب اردوغان مع خادم الحرمين قد انتهى او على الاقل جرى تجميده لاسباب نوجزها بالاتي:
- تركيا اردوغان ادركت خطورة المحاور السياسية القائمة مع السعودية ضد ايران وادركت ان الخطر يهددها بوجودها وانها مستهدفة من القوتين الاعظم روسيا وامريكا ولهذا استدارت الى المحور الاخر وقررت الاتجاه لحماية وحدتها وابعاد خطر الحرب الدائرة في سورية عنها بالابتعاد عن المحور السعودي وعدم حضور مناورات رعد الشمال
- تركيا التي ابرمت عدة اتفاقيات اقتصادية مع ايران ترفع اجمالي التبادل التجاري الى (30) مليار دولار لا تريد خسارة هذا السوق, كما انها تلتقي مع طهران على ارضية واحدة تتمثل في رفض اقامة دولة للاكراد ومنع تقسيم سورية, وهذا يشكل مصلحة قومية لها ولا تستطيع مغادرة هذا المحور لصالح الاخرين مهما كلف الامر, لان رحيل الرئيس السوري او اسقاط نظامه بات من الماضي بعد تدخل الروس الى جانبه.
- الرياض بحضورها ونفوذها الاقليمي تريد من مناورات رعد الشمال ايصال رسالة سياسية لطهران انها ليست وحيدة في اي معركة قادمة, وانها تتمتع بتحالف اسلامي يكفل لها بقاءها على عرش الدول الاقليمية وليس في مصلحة انقرة ان تكون ضمن هذا المحور السياسي والامني خاصة وان تقاربها مع ايران يحد من النفوذ الروسي ويوقف الاطماع الامريكية في اقامة دولة للاكراد. واللافت ان الاعلام السعودي والتركي لم يتطرقا من قريب او من بعيد لوجود خلافات لكن النقد من كبار الكتاب المحسوبين على المملكة واضح ضد زيارة احمد داوود اغلو الى طهران قبل اسابيع. وهذا معناه ان خيارات الاتراك والايرانيين تتلاقى على ارضية واحدة فيما الاختلافات السعودية. التركية تبقى غامضة وبكل الاحوال فان طلاسم الازمة السورية قلبت المنطقة وتحالفاتها عشرات المرات
- جميع المحلليين السياسيين يتفقون على ان المواجهة الامنية ما بين الرياض وطهران مستبعدة نهائيا بسبب انها قائمة بالوكالة في دول عديدة ابرزها العراق وسورية الى جانب اليمن. وما يمكن ان يكسبه الايرانيون هو القول ان هذه المناورات لا تهدد اسرائيل التي تحتل ارض فلسطين وتبرر تدخلاتها. وما يمكن ان تخسره السعودية هو ان المناورات موجه ضد دولة اسلامية بما يعني انها تاجيج للحرب الطائفية القائمة اليوم.
-»الرياض« تحاول الامساك بقيادة المنطقة وارسال رسالة الى العالم انها زعيمة العالم الاسلامي دون منازع لكنها تخسر باسقاطها اسرائيل من حساباتها, وطهران تراقب وتتغلغل بعواصم الاقليم لتثبيت اقتدارها على مواجهة الاطماع الامريكية وتستخدم فلسطين كورقة سياسية وامنية وترى ان نهاية اللعبة ستكون لصالحها مهما طال الزمن.
(المصدر: الديار الأردنية 2016-03-11)