فدرالية الأكراد واحتمالات النجاح والفشل
![فدرالية الأكراد واحتمالات النجاح والفشل فدرالية الأكراد واحتمالات النجاح والفشل](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/972af183eb4ec91acf70a3631e18ea0e.jpg)
اعلان نحو (150) شخصية حزبية كردية ومشاركة اشورية وعربية قيام فدرالية للأكراد في ثلاثة اقاليم هي عين العرب (كوباني) بامتداد ريف حلب الشمالي وعفرين بامتداد ريف حلب الغربي والجزيرة (الحسكة) يمثل بداية تجريبية لتقسيم سورية, وفي هذا نحاول تسليط الضوء على امكانية النجاح او الفشل لهذا المشروع السياسي.
> روسيا واميركا تدعمان هذا الاعلان الكردي ولا نبالغ القول انهما ربما وراء هذه الخطوة,, ولهما مصالح في ذلك, فموسكو تريد اضعاف تركيا وتهديدها بالورقة الكردية وتعلن دعمها لمشاركتهم في مفاوضات جنيف لحل الازمة السورية وتعمل علنا وسراً على دعمهم المالي والتسليحي وذات الامر واشنطن التي ترى في المشروع الكردي بداية صحيحة لرفع الظلم عنهم ورفضت طلبات عدة من الاتراك بادراج منظمات كردية على قائمة الارهاب. وكلنا يتذكر الصرخة الاردوغانية لاميركا بأن عليها ان تختار ما بين الاكراد والاتراك. وواضح انها اختارت الاكراد. ومن خلف هؤلاء الكبار هناك اسرائيل الداعم الاول للمشروع الكردي والضاغط على اوروبا والعالم لاقامة دولة لهم بامتداد الجغرافيا التي يتواجدون عليها وهو ما يعني ان هذه القوى »موسكو ¯ واشنطن ¯ تل ابيب« ترتب سوية لتقسيم ليس سورية وحدها بل تركيا وايران وترسيخ التقسيم في العراق.
> ايران وتركيا وسورية يرفضون المشروع الكردي وسوف يعملون على مقاومته بكل الوسائل. ولدى ايران نفوذ محدود التأثير على موسكو في هذا الشأن ولا تملك خيارات اسقاط المشروع السياسي للاكراد ولدى تركيا خطوط حمراء بهذا الملف الخطير لانه سيؤدي حتما الى تقسيمها والحاقها بالعراق وسورية. وهي الدولة الاكثر تضررا منه. حيث يوجد نحو (20) مليون كردي فيها,, ولذلك قد تخوض حربا عالمية ثالثة مع القوى الدولية لمنع نجاح هذا المشروع دون ضمان الانتصار. فالاكراد في العراق وسورية باتوا الخطوط الخلفية الداعمة للاكراد في تركيا ولاحقا في ايران. واللافت هنا ان الصمت الخليجي والعربي يشي بالكثير تجاه هذا الملف الخطير. فحتى اللحظة لم تصدر الجامعة العربية اي بيان حول قبولها او رفضها المشروع الكردي, وما زال الاعلام العربي وحده يتصارع ما بين مؤيد ومعارض.
الاكراد في سورية والعراق وايران وتركيا يتطلعون منذ عقود الى تحقيق حلمهم باقامة الدولة الكردية بامتداد الجغرافيا التي يتواجدون فيها, وقد نجحوا بانتزاع خطوات تمهيدية في الدولتين العربيتين (سورية والعراق) ويريدون استكمال مشروعهم في تركيا وايران, وهم يخوضون حربا معلنة مع انقرة, ولديهم دعم سياسي وتسليحي وغطاء دولي. وفدرالية الاكراد ربما تكون الخطوة الاهم لاعادة تقسيم خرائط الشرق الاوسط كله.
(المصدر: الديار الأردنية 2016-03-18)