دعم المياه- لماذا؟

تم نشره السبت 19 آذار / مارس 2016 02:11 صباحاً
دعم المياه- لماذا؟
د. فهد الفانك

يقول صديق: جاءتني هذا الأسبوع فاتورة مياهنا ، وفيها عبارة تقول أن الدعم الحكومي على فاتورتكم يبلغ 42 ديناراً.
يريد هذا الصديق أن يقول للحكومة من خلالي أنه ليس ممنوناً لهذا الكرم الحاتمي الذي لم يتوقعه ولم يطلبه ولا يستحقه ، فهو مستعد لدفع ثمن المياه التي يستهلكها ولا مانع لديـه من إضافة 10% على الكلفة كربح لتمويل أعمال التوسع ، والبحث عن مصادر مياه إضافية لتلبية طلب المجتمع ، ولتتوقف سلطة المياه عن استدانة الملايين من البنوك بكفالة الخزينة.
قلت له إنك تتكلم عن سعة ، فأنت قادرمالياً أو غني لكنه تساءل: إذا كنت قادراً مالياً وغنياً كما تقول ، فلماذا تدفع لي الحكومة 42 ديناراً لدعم المياه التي استهلكها.
من أين تأتي الحكومة بهذا الدعم؟ أحد المصادر المحتمله هو المزيد من الضرائب أي أن تأخذ من الجميـع لتدعم القادرين ، ليسقوا حدائقهم ويغسلوا سياراتهم ، والمصدر الثاني هو الاقتراض ، فالحكومة تقترض من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وتحت كفالة الخزينة الاميركية لكي ترسل لهذا الصديق مع الفاتورة غلافاً به 42 ديناراً مع تحيات وزارة المالية ، مع أنه لم يطلبها ولم يتوقعها ولا يستحقها.
الأردن رابع أفقر بلد في العالم من حيث مصادر المياه ، مما يتطلب الاقتصاد في استهلاك المياه ، لكن الدعم يؤدي إلى الإسراف وزيادة الاستهلاك ، أي أن سياسة الدعم تسبب خللاً اقتصادياً تشتريه الحكومة بالمال المقترض.
المسألة لا تقف عند الماء ، ذلك أن حاويات الزبالة تعتبر المستهلك الأول للخبز الذي يباع بثلث الكلفة ، ويجري تمويل الفرق من البنك الدولي وإخوانه.
الحمد لله أن شركة الكهرباء الوطنية ، وهي مؤسسة حكومية ، لم تعد تخسر بعد أن هبط سعر البترول بنسبة 70% ، أما قبل ذلك فكانت تتحمل أكثر من ألف مليون دينار سنوياً تدفعها وزارة المالية دون أن تقيدها ضمن النفقات المتكررة ، لتمكيننا من استهلاك المزيد من الكهرباء عندما كانت الحكومة ترفع شعار توفير الطاقة!.
إذا كان الدعم يذهب للمقيمين في الأردن بصرف النظر عن جنسياتهم ، فإن بعضه يذهب لدعم مستهلكي اللحوم في دول الخليج العربي حيث نصدر لهم سنوياً مئات الآلاف من الخراف التي جرى تسمينها بأعلاف مدعومة.
بدلاً من التركيز على تخفيض أسعار السلع والخدمات بشكل مصطنع ، لماذا لا نركز على زيادة الدخول ، أي النمو الاقتصادي وفرص العمل. لماذا لا نحفز الإنتاج بدلاًً من دعم الاستهلاك.

(المصدر: الرأي 2016-03-19)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات