برنامج الإصلاح الاقتصادي بين الحكومة والصندوق

تم نشره الأحد 20 آذار / مارس 2016 12:58 صباحاً
برنامج الإصلاح الاقتصادي بين الحكومة والصندوق
د. فهد الفانك

استدعت الحكومة الأردنية صندوق النقد الدولي بشكل اختياري ، دون أن تكون مضطرة لذلك ، والهدف هو الاستعانة بخبرات الصندوق في عملية الإصلاح الاقتصادي ومعالجة الاختلالات التي يشكو منها الاقتصاد الوطني ولا ينكرها أحد ، فضلاً عن كسب ثقة المانحين والمقترضين بحسن إدارة الاقتصاد الأردني.

لم يتم استدعاء الصندوق لكي نختلف معه ، أو نرفض توصياته او نحاول المساومة عليها للتوصل إلى حلول وسط اي انصاف حلول ، بل لكي نقوم بما يجب القيام به ، ليس لمصلحة الصندوق ، فليس له مصلحة ، بل لمصلحة الأردن أولاً وأخيراً.

الحكومة الأردنية أحرص من الصندوق على عملية إصلاح حقيقية تخدم الاقتصاد الوطني ، فلماذا تعترض على أبسط الاقتراحات لتحقيق هذا الهدف ، لا لشيء إلا لانها تفضل السلامة وتجنب اتخاذ قرارات صعبة ، وتفضل بالتالي ترحيل المشاكل والتحديات والازمات إلى الحكومات القادمة.

تخطط الحكومة لتقترض هذه السنة مليارين من الدنانير لسد عجز الموازنة المركزية وموازنات الوحدات الحكومية المستقلة ، ويريد الصندوق أن تنخفض نسبة المديونية إلى الناتج المحلي الإجمالي من 84% في نهاية 2015 إلى 70% بعد ثلاث إلى خمس سنوات.

هذا الهدف المرغوب فيه لا يحدث تلقائياً ، فلا بد من إجراءات ، مما يتطلب أولاً خفض العجز في الموازنة لتقليل الحاجة للاقتراض الذي يجب أن لا يزيد كثيراً عن التسديد ، على أن يرافق ذلك رفع معدل النمو الاقتصادي بحيث يرتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5% بالأسعار الثابتة بدلاً من 3% ، وأن يكون الارتفاع بالأسعار الجارية 5ر7% بافتراض تضخم معتدل في حدود 5ر2%. بعبارة أخرى يجب أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية بأسرع من نمو المديونية ، مما يخفض نسبتها ويحقق الهدف أو يقترب منه.

تخفيض عجز الموازنة لا يكون بزيادة الإيرادات فقط ، بل بخفض النفقات الجارية أيضاً. وفي المقدمة دعم الكهرباء والماء والخبز والأعلاف.

في بلد محدود الدخل كالأردن من غير المعقول أن يصل الإعفاء الشخصي إلى ألفي دينار في الشهر ، مما يخرج أكثر من 90% من المكلفين من نطاق الضريبة الوطنية. نصف هذا الإعفاء كاف ٍ.

حكومة الدكتور عبد الله النسور في سنتها الأخيرة ، فهل تدخل التاريخ كحكومة قوية أجرت اصلاحات جوهرية ، أم حكومة رخوة تسترضي هذه الجهة أو تلك بالمزيد من الإعفاءات.

(الرأي 2016-03-20)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات