"الكرامة "بين تاريخين: 10 حزيران 1916 و21 اذار 1968

تم نشره الأحد 20 آذار / مارس 2016 12:26 مساءً
"الكرامة "بين تاريخين: 10 حزيران 1916 و21 اذار 1968
معركة الكرامة

المدينة نيوز:- يحتفي الاردن هذا العام بالذكرى الثامنة والاربعين لانتصار "الجيش العربي" في معركة الكرامة الخالدة بالتزامن مع مئوية الثورة العربية الكبرى، التي شكلت نواة القوات المسلحة الاردنية وعنها ورثت اسمها العزيز وعقيدتها العروبية.

وقال خبراء عسكريون ان معركة الكرامة الخالدة، التي وقعت في 21 آذار العام 1968، سطرت بطولة الجيش العربي، منذ انطلاق شرارة البداية وحتى اندحار المعتدين، وتحقق النصر العربي الأول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، الأمر الذي شكل نقطة تحول استراتيجي في الصراع، إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار الأهداف والغايات التي كانت اسرائيل تسعى إلى تحقيقها في المنطقة.

واكد الخبراء وهم اللواء المتقاعد محمد رسول العمايرة، والعميد الركن المتقاعد محمود أبو وندي، والباحث في الشؤون العسكرية الدكتور بكر خازر المجالي، خلال الندوة التي عقدت في وكالة الأنباء الاردنية (بترا)، ان الكرامة ملحمة البطولة والانتصار، استطاع الجيش خلالها ان يكسر اسطورة الجيش الذي "لا يقهر"، حيث ترك الجيش الإسرائيلي جرحاه وقتلاه وقطعاته العسكرية وأسلحته في أرض المعركة بالرغم من طيرانه المساند.

******** الدكتور جورج طريف استهل الدكتور جورج طريف الذي أدار الندوة التي خصصت للحديث عن يوم مجيد في تاريخ الأردن الحديث، عن "الكرامة" التي اعتبرها انها جاءت لتراكم الإنجاز فوق الإنجاز الذي تحقق منذ تأسيس الدولة الأردنية على مبادئ الحق والعدل والخير التي استمدت رسالتها من مبادئ الثورة العربية الكبرى التي نحتفل هذا العام بمئويتها.

ولفت الى ان "جيشنا الذي حمل شعار الجيش العربي قولاً وفعلاً مثلما كانت قوات الثورة الكبرى، خاض غمار حروب عديدة دفاعاً عن العروبة والاستقلال والكرامة والحدود العربية، وقدم الشهداء تلو الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة روابي القدس وفلسطين، واستطاع ان يقهر الجيش الذي "لا يقهر"، مشيرا إلى أن هذه المعركة ستبقى خالدة في سبيل المجد، وستبقى أرواح الشهداء في الكرامة تحوم في فضاءات الوطن.

***** العميد الركن أبو وندي العميد الركن المتقاعد محمود أبو وندي، أشار الى أن العدو كان يعتقد بأنه يستطيع الغداء في عمان في ذلك اليوم، إلا أن الجيش العربي استطاع أن يكسر إرادة "الجيش الذي لا يقهر"، موضحاً بأنه قبل وقوع معركة الكرامة وقعت عدة معارك جانبية بيننا وبين إسرائيل على امتداد مناطق الأغوار، حيث كانت المدفعية الأردنية تكبد العدو خسائر كبيرة، ما دعا اسرائيل الى أن تفكر بصلابة هذا الجيش وقوته ومعنويات مقاتليه خاصة بعد هزيمة عام 1967.

ويضيف أبو وندي الذي كان يتولى قيادة سرية الدبابات الخاصة آنذاك، أن العدو كان يهدف إلى السيطرة على الأغوار، لحرمان الأردن من سلة غذائه ومحاصرته اقتصادياً، بالإضافة إلى احتلال المرتفعات الشرقية لنهر الأردن لإخضاع الدولة الأردنية على المفاوضات وفرض التسوية.

ويستذكر حجم المعنويات العالية التي كان يتمتع أفراد القوات المسلحة بها، لافتاً الى أنه كانت هناك أوامر للجنود تفيد بأنه في حال وقعت الحرب، فإن على جميع الجنود الالتحاق بوحداتهم العسكرية مهما كانت الأسباب، مبينا ما قام به أحد الجنود (حسن عبد ربه) عندما قطع إجازته التي كان قد أخذها لإجراء مراسم زفافه، وتحمل عناء السفر إلى الجبهة ليلتحق في وحدته العسكرية، ويأبى إلا أن يقوم بالقتال في "الكرامة" حتى نال امنيته التي كان يتوق إليها وهي "الشهادة" في سبيل الله دفاعاً عن ثرى الوطن، موضحاً بأن هذا الأمر ينسحب على جميع الجنود الذين شاركوا بالمعركة فكانوا يريدون القتال والشهادة التي يعتبرونها من مبادئ القوات المسلحة الأردنية.

ويبين أبو وندي أن القوات الإسرائيلية التي شاركت بالمعركة كانت "منتخبة"، وأن اللواء المدرع السابع الإسرائيلي الذي واجهناه يعد أهم الألوية لديهم، إضافة إلى الكتائب العسكرية، حيث كانت نيتهم افتتاح الهجوم عبر "رأس جسر" مع إسناد عبر كتائبهم العسكرية لتطوير الهجوم، لافتا الى أنهم حاولوا أكثر من ست مرات "التجسير" على نهر الاردن، لكن لم تفلح محاولاتهم نتيجة الرد القوي والقاسي من المدفعية والدبابات والرماية بالأسلحة المتوسطة من قبل بواسل الجيش العربي الأردني.

ويقول إن إسرائيل قامت للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بترك جرحاها وقتلاها وقطعاتها العسكرية وأسلحتها في أرض المعركة بالرغم من طيرانها المساند، الأمر الذي يؤكد قوة وصرامة الرد العسكري الأردني.

وحول أهم عوامل نجاح "الكرامة" يقول أبو وندي، إن المعلومات الاستخبارية التي كانت تقدمها الاستخبارات العسكرية شكلت واحدة من أهم عوامل النصر، بالإضافة إلى التدريب المميز الذي كان يتمتع به الجندي الأردني الذي تجلى في ميدان المعركة، وحداثة الأسلحة التي استخدمت والتي حصلنا عليها ضمن إمدادات الدول الشقيقة والصديقة، والتصميم على القتال وأخذ الثأر من العدو خاصة بعد نكسة عام 1967، والأهم هو الإيمان بالله تعالى والعزم على تحقيق النصر أو الشهادة.

اللواء المتقاعد محمد رسول العمايرة وقال اللواء المتقاعد محمد رسول العمايرة، إن معركة الكرامة هي امتداد لحرب حزيران عام 1967، وقامت اسرائيل بهجمات عدة ومركزة على طول الجبهة الاردنية، وزادت قبل معركة الكرامة وكان أهمها الاعتداء الاسرائيلي على الواجهة الشمالية يوم 13 شباط 1968، من أم قيس شمالا الى سيل الزرقاء جنوبا، واستشهد في ذلك اليوم سبعة من ابطال جيشنا العربي، احدهم الرائد الشهيد منصور كريشان قائد كتيبة الحسين 2 "أم الشهداء" واستشهاد 46 من المدنيين وجرح 52 بينهم 24 عسكريا، إضافة الى بعض المدنيين من سكان المنطقة، وتكرم جلالة الملك عبدالله الثاني باعتبار يوم 15 شباط من كل عام يوما وطنيا للوفاء للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين.

واضح اللواء العمايرة ان اسرائيل أعلنت الهدف من الهجوم وهو تدمير مقاومة الفدائيين في غور الأردن وتحديدا في الكرامة، إلا أن الهدف لم يكن كذلك.

وقال قبل ايام من معركة الكرامة حشد العدو قواته غرب النهر لاحتلال مرتفعات البلقاء، حيث مهدت إسرائيل لهذا العدوان باستعداد واسع النطاق سياسيا وعسكريا ونفسيا بقصد تغيير الوضع العام في المنطقة، حيث كان الهدف الحقيقي لإسرائيل من المعركة ما يلي "ارغام الاردن على قبول التسوية والسلام الذي تفرضه وكما تراه من مركز القوة، وضمان الهدوء والأمن على خط وقف اطلاق النار مع الاردن، وتحطيم ارادة القتال والصمود والمعنويات لدى الجيش العربي، وزعزعة الروح المعنوية عند السكان المدنيين وإرغامهم على النزوح من اراضيهم، وحرمان المقاومة الفلسطينية من التواجد بين المدنيين".

وبين العمايرة أن العدو حشد افضل قواته للمشاركة في هذه المعركة، إذ شملت قوة رأس الجسر اللواء المدرع 70، واللواء المدرع 60، ولواء المشاة 8، ولواء المظليين 35، وخمس كتائب مدفعية، وأربعة اسراب طائرات مقاتلة، وطائرات عمودية قادرة على نقل كتيبتين مظليتين.

أما القوات الاردنية التي كانت تدافع عن المنطقة الوسطى من سيل الزرقاء شمالا الى العقبة جنوبا، فقد تألفت من فرقة المشاة الأولى بألويتها الثلاثة (لواء القادسية، ولواء الأميرة عالية، ولواء حطين) تساندها ثلاث كتائب مدفعية ميدان وسرية ثقيلة وكتيبة الدبابات 3 الملكية موزعة على مستوى السرايا مع الألوية وكتيبة الدبابات 5 الملكية احتياط.

وقال اللواء العمايرة، في يوم الكرامة كنت برتبة ملازم واعمل قائد فصيل الدبابات الأول من السرية الأولى من كتيبة الدبابات الثالثة الملكية، وكان موقع فصيلي عند المغطس، وفي يوم 20 اذار 1968 ازدادت تحركات العدو وحشد قواته في مواقع مختلفة غرب النهر، وقام القادة بزيادة المواقع الامامية لقواتنا للتأكد من جاهزيتها ومعرفة احتياجاتهم، لأن كل الدلائل والمعلومات تؤكد ان اسرائيل ستهاجم في اليوم التالي.

وأضاف، في حينها زارنا قائد لواء حطين المرحوم العقيد بهجت المحيسن يرافقه قائد السرية النقيب فاضل علي فهيد، حيث قال لنا بالحرف الواحد: "اذا العدو رمى عليكم طلقة ارموا عليه مائة طلقة وتصرفوا حسب الموقف لديكم، فاللامركزية ضرورية في مثل هذه الظروف وخاصة اذا انقطعت الاتصالات".

وسأل احد الزملاء المرشح الشهيد سالم محمد الخصاونة عن المعنويات وكيف سيعملون اذا دخل العدو الأرض الاردنية فكان جوابه، "معنوياتنا عالية ولن نسمح لهم بالمرور إلا على اجسادنا"، وفعلا استشهد رحمه الله بعد ان اشتبكوا مع العدو ودمروا عددا من آلياته.

وبين اللواء العمايرة، أن المعركة بدأت في تمام الساعة 5:30 يوم الخميس 21 آذار 1968 وعلى عدة مقتربات رئيسية هي "جسر الأمير محمد – داميا، مثلث العارضة – السلط، جسر الملك حسين – الشونة، وادي شعيب – السلط، وجسر الأمير عبدالله سويمه – مثلث الكفوين – ناعور – عمان"، فيما كان مقترب غور الصافي – الكرك تضليليا فحسب.

وكان مخطط العدو تطوير الهجوم بعد النجاح على المقتربات الرئيسية للتوجه شرقا لاحتلال مرتفعات السلط وناعور، ومنذ بداية المعركة بدأت قواتنا المسلحة بالتصدي للعدو في أماكن العبور على طول الجبهة باستخدام كافة الأسلحة.

ويتابع، أخذت مدفعيتنا تقصف قوات العدو في أماكن العبور بشدة وتركيز، حيث منعته من العبور أو التجسير في منطقة جسر الأمير عبدالله- سويمة، ومنعت القوات المدافعة من مواصلة تقدمها من جسر داميا باتجاه المثلث المصري، ولم يحقق نجاحا على هذين المقتربين.

وأما على المقترب الأوسط جسر الملك حسين- الشونة فقد تمكن العدو من العبور باتجاه الشرق وخلال ذلك تم انزال قوات مظليين في منطقة الكرامة حيث دفع العدو بقسم من قواته باتجاه الكرامة والقسم الآخر باتجاه الشونة الجنوبية، والقسم الثالث باتجاه الكفرين وعلى الفور جاء الرد القوي الحاسم من جند الوطن الأشاوس وهم يرددون الله أكبر، المنية ولا الدنية، النصر مع الصبر.

وأشار اللواء العمايرة الى ان العمليات سارت على اشدها وتصدى ابطال الجيش العربي الأردني للهجوم واستبسلوا في الدفاع عن كل ذرة من تراب الوطن الغالي في الكرامة والشونة والكفرين، واصبح من الضروري طلب كتيبة الدبابات 5 الملكية من لواء الأمير الحسن بن طلال المدرع 60، الذي كان يقوده سمو الأمير زيد بن شاكر - يرحمه الله – وكانت الكتيبة متواجدة في عمان في منطقة طبربور، وبالعرف العسكري يعتبر تحريك هذه الكتيبة نهارا وعلى الجنزير والطريق الرئيسية شبه مستحيل في ظروف سيطرة جوية مطلقة للعدو، ولكن بقدرة الله وهمة النشامى تمكنت هذه الكتيبة من الحركة والوصول الى مواقعها، سرية في الكفرين وسرية في الشونة، وسرية في مثلث العارضة، واشتركت فورا في العمليات وقدمت عددا من الشهداء من ضباط وضباط صف وأفراد، ورجحت كفة القتال لصالح قواتنا المسلحة الأردنية مقدمين أرواحهم ودمائهم في سبيل الذود عن الحمى على كافة مقتربات القتال.

لكن عزيمة الرجال وايمانهم بالله حولت آمال وطموحات العدو الى فشل ذريع وكبدته خسائر فادحة، بحسب ما قال اللواء العمايرة الذي أوضح أن العدو اضطر إلى الانسحاب غير المنظم مهزوما تاركا وراءه القتلى والأسلحة والمعدات المدمرة، وطلبت اسرائيل ولأول مرة في الصراع العربي الإسرائيل، عبر الأمم المتحدة وقف اطلاق النار، ولكن جلالة الملك المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، الذي كان يقود المعركة بنفسه رفض وقف اطلاق النار ما دام هناك جندي اسرائيلي شرق النهر.

وأضاف، تم دحر الهجوم نهائيا بعد أكثر من خمس عشرة ساعة من القتال العنيف حيث خسر الاسرائيليون 250 قتيلا، و450 جريحا، و88 آلية مختلفة منها 27 دبابة وبقي في أرض المعركة 20 آلية مدمرة، وتم إسقاط سبع طائرات.

اما خسائر الجيش العربي فكانت: 89 شهيدا بينهم 6 ضباط، و108 جرحى بينهم 12 ضابطا، وتدمير 13 دبابة و39 آلية مختلفة، 20 دبابة بشكل جزئي تم إصلاحها، وكما اصيبت دبابتان واستشهد السائق المرحوم الشهيد عيد فياض راشد العظامات، وجرح المدفعي بعد ان صدرت الأوامر لي بالعودة للخلف واشتبكنا مع دبابات العدو في منطقة الجوفة.

 بكر خازر المجالي الدكتور بكر خازر المجالي قال ان معركة الكرامة دخلت التاريخ العسكري واصبحت تدرس في الكثير من المعاهد العسكرية، وهزمت جيشا ادعت اسرائيل انه "لا يقهر"، اذ طلبت اسرائيل في معركة الكرامة وقف اطلاق النار في الساعة الحادية عشرة والنصف وخمس دقائق، وعلى هذا سيكون الاحتفال بيوم معركة الكرامة في نفس التاريخ والتوقيت، تخليدا لذلك التاريخ الذي طلبت فيه اسرائيل وقف اطلاق النار.

واضاف ان رفض المغفور له الملك الحسين وقف اطلاق النار كان موقفا شجاعا، وحينما انتهت معركة الكرامة وجه الملك الحسين رسالة وبرقية لكل زعماء المنطقة العربية بقوله "إن كنتم ستسمعون عنا وليس منا بعد هذا اليوم فلأنه والله قد طالت نداءاتنا وتوالت"، ولم يأت رد من أي زعيم عربي آنذاك، إلا بعد أن أعلنت اسرائيل وقف اطلاق النار، حيث أدرك العرب حينها انه يوجد تحول رئيسي لصالح الاردن".

واشار الى انه ومنذ انتصار المملكة في المعركة بدأت الاتصالات تنهال على الملك الحسين والقيادة الاردنية لتقديم المساعدة، الامر الذي عزز موقف الملك حسين، نتيجة ما صنعته معركة النصر، وما صنعه الجندي الاردني.

ودعا المجالي الى شطب العبارة المدسوسة (ان ما خسرته اسرائيل في معركة الكرامة هي ثلاثة اضعاف ما خسرته اسرائيل في حزيران)، واعتبرها لعبة ودسيسة اسرائيلية، ونحن بهذا نخدم الدعاية الاسرائيلية في هذا المجال، فحين نقول ان اسرائيل خسرت في معركة الكرامة 250 قتيلا، فإن تقسيمهم على ثلاثة يعني 80 قتيلا، موضحا ان اسرائيل خسرت 180 قتيلا في معركة الشيخ جراح وحدها عام 1967 .

وأشار الى انه أجرى دراسة ميدانية عن معركة الكرامة في العام 1992، واطلق الملف الوثائقي عن معركة الكرامة في حدود ألف صفحة، وفيها شهادات من الناس، تبين دور الاهالي في مساعدة الجنود والإمداد، وثقتهم بالجيش الاردني، إذ فضلوا البقاء في منازلهم في المناطق التي يتم المحاربة بها عن الخروج الى مناطق أخرى.

وحيا المجالي الأهل في الضفة الغربية وبخاصة في المحافظات الثلاث القدس ونابلس والخليل على اهتمامهم الكبير وتقديرهم لشهدائنا وأضرحتهم، وبما يقودنا نحو جمع الوثائق بمختلف الاشكال والصور، بما فيها التوثيق الشفوي لشهادات الناس، والتركيز على رجالات معركة الكرامة، مشيرا الى انهم استعانوا بالعديد من الصور لدى الجانب الاسرائيلي لتوثيق الحرب مقارنة بمحدودية الصور الموجودة في الجانب الاردني.

واوضح أن معركة الكرامة هي امتداد لحرب حزيران عام 1967، واستنادا للوثائق عرضت اسرائيل على جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين إعادة الضفة الغربية كاملة بما فيها القدس باستثناء حوالي 3 بالمئة من الضفة الغربية في العشرة الايام الاولى بعد حرب 1967، فاستشار حينها الملك الرئيس جمال عبد الناصر وبعض القادة العرب، وقالوا له ان الضفة الغربية والقدس مثلها مثل سيناء والجولان، إذ يجب ان يكون هناك حل عربي واحد، وكما هو عادة الاردن الانصياع والالتزام لقرارات القمة العربية، وقرارات العرب المشتركة الواحدة، فرفض الملك هذا العرض نهائيا، الا ان اسرائيل هددت بضم القدس واعتبارها عاصمة موحدة لها.

وقُدم المشروع للكنيست وتم إقراره، وتوسعت العاصمة وشملت ثلثي الضفة الغربية تقريبا، وكانت إسرائيل تريد الوصول الى حل سلمي مع الاردن، وتأمين حدودها بالكامل والتي يبلغ طولها 650 كم ، فهي على تخوف من المستقبل، ذلك انهم في قرارة أنفسهم يعرفون ان الجيش الاردني جيش مقاتل، وأثبت خبرته في حرب 1967 وقبلها حرب 1948، وأن الاردن هو عمق لفلسطين، وان عمق الشعب الفلسطيني موجود في الاردن، وعمق الشعب الاردني موجود في فلسطين.

وبين انه نتيجة لهذا الرفض بدأت التصعيدات على الواجهة باشتباكات واعتداءات يومية، واستمر التصعيد الى ان نفذ الاسرائيليون في منتصف شباط هجوما جويا شاملا على طول الواجهة الشمالية شمل شمال قرى اربد وأم قيس وكفر أسد وكفرنجة وعبين وعبلين واستشهد العديد من المدنيين وسمي ذلك اليوم بيوم الشهداء السبعة، والذي اعتبره جلالة الملك عبدالله الثاني فيما بعد يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى.

 

(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات