تسريب اردني في السودان
![تسريب اردني في السودان تسريب اردني في السودان](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/ac85f14640b6669dcdc17ccb8d454888.jpg)
فضحية من نوع جديد ابطالها طلبة اردنيون قاموا بتسريب اسئلة «التوجيهي السوداني»، متأثرين على ما يبدو بمرحلة «ما قبل الذبيبات» التي استبيح فيها تسريب السؤال ودخول الجواب.
ستة من الطلاب –حسب سفيرنا محمد الفايز– تورطوا بالتسريب، تم اعتقالهم وتجري وساطات لإخراجهم في مشهد مؤلم يجب التوقف عنده كثيرا.
ندرك ان مئات من الطلبة المخفقين في ثانويتنا العامة يبحثون عن دول اخرى لغايات تمرير قدراتهم المتواضعة نحو دراسة جامعية، وتخصصات كبرى كالطب والهندسة.
لكن السؤال المليوني: لماذا؟ ما هي اسباب تعلق الناس بالثانوية؟ ولماذا يرحلون عند آخرين يمنحونهم صكوك غفران اكاديمية تضيف لمصائبنا التربوية مصائب اخرى؟
الاجابة ببساطة انهم يفشلون هنا فيحاولون هناك! وهذا مدعاة لسؤال هام عن مدى صعوبة امتحاننا، وعن ملاءمته قدرات طلابنا: فالقصة تعجيزية ام ثقافية مجتمعية؟
لا بد من طلبة راسبين في الامتحان –هذا ما أراه– لكن الثقافة للاسف والحالة الاقتصادية تجعلان من التوجيهي سلم صعود اجتماعي لا حيدة عنه.
ما جرى في السودان يثبت ان التشوهات في بنية النظام التربوي كبيرة، وانه بحاجة إلى مراجعات جادة تحاول رأب الصدع ووقف الخلل.
أما القضية القيمية الناجمة عن التسريب، فهي موضوع آخر، فالاردنيون استسهلوا في سنوات خلت «الغش في الثانوية»، وهنا تلزمنا مراجعات كبيرة لوقف هذا الهدر الاخلاقي.
وزارة التربية والتعليم مطالبة بموقف مما جرى، فلا يعقل ان يمر الامر دون ضجيج ايجابي نستفيد منه في قرارات الغد، سواء المتعلقة بالتوجيهي عندنا أم باعتماد شهادات غيرنا.
(السبيل 2016-03-21)