العرض المسرحي"صوت السهاري" يعلي من الحب وقيم الاصالة
المدينة نيوز - : اعلى العرض المسرحي الاماراتي "صوت السهاري" من قيمة الحب الحقيقي، واستحضر قيم الاصالة العربية بما تغتني به من اخلاقيات العفو والتسامح.
وتحدثت المسرحية التي اخرجها حسن يوسف وألفها عبدالله صالح الرميثي الذي يؤدي احدى الشخصيات الرئيسة في العرض "عيد"، عن عودة شخصية "عيد" من بلاد المهجر بملابسه الغربية الى مزرعة العائلة في قريته بعد سنوات طويلة حيث تقوم على المزرعة ابنة عمه التي ادت دورها الفنانة في الشرقاوي وكانت تربطه معها في الماضي عواطف جياشة الا ان خلافا دب بين والديهما حول ملكية الارض واتهم والد عيد بمقتل والدها، وغادر العم واسرته الى الغربة ما لبث ان غادر شقيقها كذلك الى غربة لم يعد منها، في الوقت الذي بقيت هي فيه وحيدة في هذه المزرعة الريفية ولم تتزوج حتى جفت نضارتها وخشنت طبيعتها متخذة لنفسها ربيبا بالتبني اسمه "اسحاق" بجثته الضخمة وشخصيته الطفولية وادى دوره الفنان عادل خميس، ليعينها على العمل بعد ان شارفت الخمسين من العمر.
العرض المسرحي الذي قدم مساء امس الاثنين على مسرح قصر الثقافة في الشارقة وجاء ضمن فعاليات "ايام الشارقة المسرحية" في دورتها الــ26، اتكأ على المدرستين الطبيعية والواقعية مقتربا من اسلوبية الفودفيل (Vaudeville) وهو نوع مسرحي من وسائل الترفيه المتنوعة وكان شعبياً خاصة في الولايات المتحدة الاميركية وكندا منذ بداية الـ 1880 حتى أوائل الـ 1930، ويتكون من سلسلة من فصول وأعمال لا علاقة لها ببعضها يجمعها قانون مشترك، وتتضمن أعمال الموسيقيين الشعبية ويقترب هذا اللون من مسرح المجتمع عند توفيق الحكيم في بساطة نصوصه دون تعقيد في بنائه الدرامي وقصر مدته الزمنية، كما انه جاء محاكاة للواقع الاماراتي الشعبي الذي كان سائدا قبيل التطور المدني الذي شهدته الدولة وما جلبه من تبعات غيبت كثيرا من تلك الملامح.
عنوان العرض المسرحي "صوت السهارى" الذي انتجه مسرح دبي الشعبي والمستلهم من اغنية المطرب الكويتي الراحل عوض الدوخي، شكل احد مفاتيح العرض في استحضار "النوستالجيا" بما فيها من حنين الى الماضي الذي كانت تسود فيه قيم الحب والاصالة، لاسيما ما عبرت عنه كلمات الاغنية، حيث يسترجع "عيد" مع ابنة عمه التي بعد ان عرفته واشهرت السلاح في وجهه حال دخوله "مزرعتها"، تلك الايام في صغرهما حين ذهب والداهما الى الكويت واستحضرا آلة تسجيل جلبها عيد معه بعد احتفاظه بها لسنوات بعيدة، واشرطة المطرب الدوخي التي كان يحب الجميع الاستماع اليها بما تعبق به من كلمات مضمخة بالمشاعر وجمال العبارة، ساعيا لإقناعها بان والده اكد له انه لم يقتل شقيقه.
العلامات السمع بصرية من عناصر السينوغرافيا جاءت موفقة وملبية لاشتراطات المدرستين الطبيعية والواقعية مع توظيف الرمز والدلالات من خلال عدد من قطع الديكور والإكسسوارات التي كانت تحتل خشبة المسرح لا سيما مجسد شجرة النخيل الجافة التي تموضعت في منتصف الخشبة وشكلت معادلا موضوعيا لشخصية البطلة، علاوة على المؤثرات الصوتية من موسيقا وابرزها صوت العود بشجن اوتاره والذي احالنا الى تلك "النوستالجيا"، بالإضافة الى اصوات الدواجن والاغنام وغيرها، علاوة على مجسم البيت الذي تموضع الى يسار منصف الخشبة وسياج البوص الذي تنتصفه فتحة بمثابة بوابة المدخل واحتل مقدمة الثلث الاخير من الخشبة بوصفه محيط المزرعة فيما كان العمق يمثل الشارع العام للقرية حيث كان عدد من المجاميع يقدمون مشهدية بصرية روحة وجيئة حاكت الى حد ما اسلوبية الدراما التلفزيونية، علاوة على استخدام الدراجة النارية داخل الخشبة كوسيلة نقل اوصلت بسائقها الشاب شخصية عيد الى "المزرعة".
النص المنطوق للعرض الذي جاء محملا بالعديد من المضامين خصوصا تلك التي تدعو الى اعادة احياء تلك القيم الاصيلة دون مباشرة في الطرح، جاء باللهجة المحكية الاماراتية وبسيطا معبرا ورغم البحة التي رافقت صوت الفنانة الشرقاوي الا انها جاءت منسجمة مع شخصية المرأة التي افنت زهرة شبابها في المزرعة تتعامل مع الرجال والدواب والاعمال الشاقة التي افقدتها احساسها الانثوي.بترا