حفل اشهار رواية (بيبرس اول السلاطين الشراكسة) بمنتدى شومان
المدينة نيوز - : احتفل في منتدى عبد الحميد شومان امس الاثنين، باشهار رواية (بيبرس اول السلاطين الشراكسة) للكاتب والمخرج السينمائي العالمي الأردني الدكتور محيي الدين قندور.
واوضح مترجم الرواية الأديب محمد أزوقة في الحفل، ان ترجمة رواية تاريخية عن شخصية مثل الظاهر بيبرس هو امر صعب وشاق، كون اصول الشخصية التاريخية في الرواية اثارت الكثير من الجدل بين المؤرخين العرب والأجانب.
واشار ازوقة الى ان الصورة التي رسمها قندور عن طفولة السلطان بيبرس ممتعة ومقنعة بأصولها الشركسية، لافتا الى ان الرواية زاخرة بالتفاصيل الواقعية عن القرية التي يفترض أن بيبرس خرج منها، وكذلك عملية تسميته بهذا الاسم غير الشركسي، والذي أصبح بعده شائعاً بين الشراكسة في القفقاس ودول الشتات.
واعتبر أزوقة ان تلك الظروف تساعد في فهم المرحلة التالية من حياة بيبرس، والتي كان ابرزها في بداية صعود نجمه المدوِّي في معركة المنصورة عام 1249 والتي كادت أن تتحول الى هزيمة بعد مقتل قائد الجيش "فخر الدين بن الشيخ" حيث قاد الهجوم المعاكس ضد الفرنجة وأسر فيها الملك الفرنسي لويس التاسع، ثم انتصاره على المغول العام 1260 في معركة عين جالوت التي أظهر فيها عبقرية عسكرية فذة.
وخلص الى ان كل ما تقدم، يفرض على المهتمين بدراسة التاريخ، تشجيع الباحثين والدارسين على الاستزادة من البحث في سيرة هذه الشخصية خدمة للحقيقة واعترافاً بفضله في تغيير مجرى التاريخ.
وقال الاكاديمي الدكتور محمد القضاة في حفل الاشهار الذي اداره صفوان البخاري، ان رواية محي الدين قندور (بيبرس أول السلاطين الشراكسة)، تسلط الضوء على جوانب مهمة من حياة الظاهر بيبرس، حيث تتعمق في تفاصيل الحياة الشخصية للظاهر بيبرس، والبيئة التي ولد فيها وتسميته وعمل والده الحداد، في إشارة إلى أن مساعدة بيبرس لوالده في أعمال الحدادة كان لها الأثر الأكبر في براعته التي ظهرت لاحقاً في المنازلات.
وقال القضاة: لقد قدم إلينا محي الدين قندور الظاهر بيبرس في قالب درامي جديد حيث أنه اخترق القلوب بقصة فتى تم أسره ومن ثم بيعه في سوق العبيد، انها رواية تعج بالصور الأليمة والمفارقات الغريبة في حياة الصبي ذي الاثنتي عشرة سنة، ويكون السرد على لسان الراوي محي الدين بن عبد الظاهر والذي يروي لنا كيف أن الظاهر بيبرس أفرغ كل مكنونات قلبه لكاتبه، وبعضا من الكلام كان يبوح به للمرة الأولى.
واوضح القضاة أن الكاتب أظهر براعة متناهية في دمج المكون التاريخي بالمكون الفني، فجاء التاريخ ممزوجاً بنكهة الأدب فما عاد عصيا على الفهم.
ومن المعروف أن كتابة الرواية التاريخية ليست شأناً سهلاً، حيث أن يتوجب على الكاتب أن يتوخى الدقة والحذر في سرد الأحداث التاريخية، وفي توظيف أسماء الشخصيات وأصولهم، حيث أن أي هنات مثل هذه ستكون بالطبع قادرة على تقويض أي عمل تاريخي.
يشار الى ان مؤلف الرواية محيي الدين قندور التي تقع في ستة عشر فصلا و 376 صفحة والصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر حديثا، عمل في اكثر من حقل ابداعي؛ فهو مخرج وكاتب ومنتج سينمائي عالمي من مواليد عمان العام 1938، هاجر الى الولايات المتحدة وعمره ثلاثة عشر عاماً لاتمام دراسته هناك، وتخرج من قسم التاريخ في كلية ايرلهام الاميركية، ودرس الاقتصاد والعلاقات الدولية في جامعة كليرمونت في كاليفورنيا، ونال منها درجتي الماجيستير والدكتوراه.بترا