الشاعر الأردني الراحل نمر بن عدوان يحضر بمسابقة شاعر المليون
المدينة نيوز:-حضر الشاعر الأردني الراحل نمر بن عدوان أول رائد من رواد الشعر البدوي النبطي في الأردن بقوة في أولى حلقات المرحلة الثانية من مسابقة شاعر المليون المخصصة للشعر النبطي (الشعبي) عندما طلبت لجنة تحكيم المسابقة من الشعراء مجاراة أبيات الشاعر العدوان الشهيرة التي قالها في زوجه وضحة المتوفاة.
وألقى عضو لجنة التحكيم رئيس أكاديمية الشعر في أبوظبي سلطان العميمي أبيات الشاعر نمر العدوان وطلب من الشعراء مجاراة الأبيات قلبي نفر عن عذل من جاه ينهاه ولا طاع نصاحٍ ولا هو بناوي يرجى جبينٍ ما يزال ايتمناه ما فاد به كثر التعب والهداوي على حبيبٍ راح ما بــــه مراواه وخلاني بالدنيا وحيدٍ خلاوي يا قلب ما والله تهنى بلا ماه إضرب على ما كنت يا قلب ناوي وقبل أن يلقي الشعراء ما أبدعوه تم عرض ريبورتاج عن الشاعر نمر بن عدوان شارك فيه حفيده رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين عليان العدوان الذي تحدث فيه عن جده؛ فقال إنه كان شاعراً بليغاً اتسم شعره بالقوة والجزالة واشتمل على الصور المعّبرة وتميز بتسلسل الأفكار وترابطها.
وأضاف انه كان متعلماً ازهرياً في وقت ندر فيه وجود المتعلمين في شرق الأردن، وظلت أشعاره خاصة التي عبّر بها عن حبه وشغفة بزوجته "وضحة" ثم توجده عليها بعد رحيلها تتناقلها الركبان والرواة ويتغنون بها شعراء الربابة في الدواوين والمقاهي في بلاد الشام والجزيرة العربية، ويتمثلون بها عند ذكر الحب والكرم والشجاعة.
وقال إن العدوان عاش في الفترة من 1745-1823 ، وكان أول رائد من رواد الشعر البدوي النبطي في الأردن الذي ذكره التاريخ وتأثر بشعره الشباب الذين يطرقون هذا اللون الشعري الذي نبع من أصالة تراثنا الأردني، وسجل سطوراً مضيئة على صفحات تاريخنا، وعرفّنا بحياة الأجداد والآباء ونقل لنا أحاسيسهم وطرق تفكيرهم بما فيها من حزن وفرح وبطولة وحب وكرم.
وقال العميمي ان هناك معيارين للتنافس في المرحلة الثانية من مسابقة شاعر المليون لهذا الموسم السابع التي تأهل لها 24 شاعرا يتمثل الأول بأن على كل شاعر إلقاء قصيدة حرة الوزن والقافية يتراوح عدد أبياتها بين عشرة أبيات واثني عشر بيتاً على ألا تتناول القصائد موضوع مسابقة شاعر المليون والمعيار الثاني بأربعة أبيات للشاعر نمر بن عدوان وزناً وقافية وعدداً وموضوعًا.
وقال الناقد والشاعر الكويتي عضو لجنة التحكيم ان المرحلة الثانية تتطلب من الشعراء مجاراة الأبيات، واستثمار الوقت الممنوح لهم بالمجاراة، وإتقان الكتابة وفق أجواء النص، أما بالنسبة لقصيدة المسابقة فقد أشار إلى أن طلب اللجنة اختصارها إلى 12 بيتاً كأقصى حد لوضع الوقت في عين الاعتبار، وهذا الإجراء يتطلب من الشعراء اختزال القصيدة، وبالتالي لا يقل المعيار الثاني أهمية عن المعيار الأول.
وقال عضو اللجنة الدكتور غسان الحسن إن نصف عدد الشعراء هو الذي سيستمر في المسابقة، أما الذين سيغادرون فهم الأقل حظاً وليس شاعرية. وبالنسبة لمجاراة الأبيات فعلى كل متبارٍ الكتابة مع التركيز على نقطتين، أولهما أن يكون شاعراً، والثانية أن يضع ذاته موضع المتلقي كي يشعر بوقع النص عليه، وذلك من أجل إبداع نص سليم.
وقدم الشعراء الستة من السعودية والكويت وسلطنة عمان والذي من بينهم الشاعر الأردني بلال الماضي أبيات المجاراة في التي كتبوها ونقدت لجنة التحكيم أبيات المجاراة.
وتباينت آراء اللجنة بالنسبة لتلك الأبيات التي جاروا من خلالها أبيات نمر العدوان، وقال الدكتور الحسن إن معيار المجاراة ليس صعباً، بسبب وجود القافية والوزن، لكن الدقة في التفصيل بين نص وآخر هو في الجو العام داخل كل واحد منها، لكن الشعراء توقفوا عند حالة الفراق، كما تبين أن بعضهم لجأ إلى التكرار في المعنى.
وألقى الشاعر الأردني بلال الماضي قصيدته التي تمثل المعيار الأول في المسابقة وقال فيها راس الفتن جا غريب وطل وحداني ما يشبه الشعب حتى يعيش في ظله الإنسي اللي براسه فكر شيطاني يبشر نصوغ التكاتف سيف ونسلّه عبدالله بعرس راشد مشهد أعطاني برقية إن الشعب راشد وعبدالله شكري لاخوي.. ابن عمي. وكل جيراني ومحافظتنـا وشعـب المملكـه كلّـه ما بيننا اللي بموسه ينحر الثاني الله وأكبر حرام الدم من حلّـه الـدم والعرض والوجدان عماني يحتلّنا موطنٍ ما يـوم نحتلـه مشكور شعبٍ تداعى بحس جسماني مـا قـص يـدْه بيِـده وارتدّ بالمـلّـه أشكر شوارع وطن عبدالله الباني وكشكٍ على الخط لو ما بهّر الدلّه أمر به وآخذ من الكشك فنجاني ما خوف في قلبي إلا خوفي من الله أخاف أقصّر بشكري شعبٍ أهداني وحدة وطن في زمان أوطان منحلّه مع قلة الحال ثروتنا غنى إنساني فقر وغنى المجتمع بالعز والذله وأعجب السعيد بطرح الشاعر، وبما يقدمه دائماً، قائلا إن له لونه الخاص منذ أيام جولة الترشّح للبرنامج والتي استضافتها العاصمة الأردنية عمان وكذلك خلال المرحلة الأولى من المسابقة التي ضمت 48 شاعرا ، فبلال لديه بساطة في تركيب المفردات وصياغة الأبيات وبلاغة شعره واضحة.
وأشار إلى أن الأبيات الثلاثة بدءاً من الشطر (مشكور شعبٍ تداعى بحس جسماني)، وصولاً إلى الشطر (ما خوف في قلبي إلا خوفي من الله) دليل على أن ما يبدعه بلال سهلٌ ممتنع لا يتقنه إلا شاعر محترف، فشعره بعيد عن التعقيد والرمزية، بسيط المعنى والتركيب، جزل وبليغ، وهو ما يتوافر على سبيل المثال في بيت الختام (أخاف أقصّر بشكري شعبٍ أهداني/ وحدة وطن في زمان أوطان منحلّه)، أما العمق فبدا في البيت (مع قلة الحال ثروتنا غنى إنساني/ فقر وغنى المجتمع بالعز والذله).
الناقد الدكتور الحسن أكد أن بلال ملتصق بقضايا الوطن، ويناقش قضايا جمعية تهم البلاد، وهو الذي أبدع في البيت الأول (راس الفتن جا غريب وطل وحداني/ ما يشبه الشعب حتى يعيش في ظله)، حيث لكل مفردة فيه وظيفة، وتدل على حالة الرعب، والاختراق، وأن الغريب ليس من نسيج المجتمع ولا من أخلاق ذاك المجتمع ولا يندرج معه في ذلك التوجه ليستكمل الشاعر الجمال في البيت التالي (الإنسي اللي براسه فكر شيطاني/ يبشر نصوغ التكاتف سيف ونسلّه).
ووجد عضو لجنة التحكيم العميمي أن تفاعل الشاعر مع النص وحضوره على المسرح متميز، وأن من عليه معرفة إبداع الشاعر عليه قراءة أول بيتين، فهما يوضحان قدرته على صياغة أجمل الأبيات.
ومن أصل ستة شعراء سيتنافسون على مدار أربع حلقات في برنامج المسابقة الذي تنتجه وتنفذه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي ويبث عبر قناتي أبوظبي الأولى وبينونة في العاشرة مساء كل ثلاثاء ستؤهل اللجنة شاعراً واحداً بقرارها نهاية كل حلقة، فيما سيقرر الجمهور مصير شاعرين آخرين يتم الإعلان عنهما بداية الحلقة التي تليها.
وبانتهاء الحلقات الأربع يكون عدد المتأهلين قد وصل إلى اثني عشر شاعراً، بالإضافة إلى ثلاثة شعراء لم يتأهلوا، لكن اللجنة ستمنحهم بطاقاتها الذهبية، لأنها ترى أحقية لهم بالاستمرار في المسابقة، ليصبح العدد الكلي الذي ينتقل إلى المرحلة الثالثة خمسة عشر شاعراً.
(بترا)