خطبة الجمعة المقترحة : الإرهاب وأثره على الإسلام والمسلمين
المدينة نيوز - نشرت وزارة الاوقاف عناصر مقترحة لخطبة الجمعة 25/3/2016 ، والتي حملت عنوان : "الإرهاب وأثره على الإسلام والمسلمين " .
وتاليا محاور الخطبة :
• إنه لمن المؤسف حقًا ومن المحزن حقًا أن يسمع المسلم بين وقت وآخر ما تهتز له النفوس حزنًا، وترتجف له القلوب أسفًا، وما يتأثر به المسلم حيث كان وأينما كان، من تلك التفجيرات الآثمة، وتلك الاعتداءات الظالمة، والتي يقوم بها قوم ظلموا أنفسهم وظلموا غيرهم، وأجرموا واعتدوا وبغوا وأفسدوا فسادًا عظيمًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
• أين عقول من يدعون الإسلام؟! أين دينهم؟! أين خوفهم من الله؟! ما هذا التساهل في أمر الدماءِ والقتل؟! أهان عليهم الأمر حتى صار بعضهم يفتي لنفسه بحل دماء الناس ثم يستحلّها؟! ولقد أخبرنا الصادق المصدوق خبرًا يوجب الحذر والخوف من الله.
• لقد شدد الإسلام على أمر القتل وعظمه، ولم يعصم دم المسلم فحسب، بل عصم دم المسلم ودم غير المسلم، فحرم الاعتداء على من أمنه المسلمون؛ لأن المسلمين يد واحدة، يسعى بذمتهم أدناهم، فمن قتل من أمَّنوه فقد خانهم واستحق عقاب الله، لقد أخرج البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي أنه قال: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما) رواه البخاري.
• تسامع الجميع بالتفجيرات التي حدثت في بروكسل يوم الثلاثاء الماضي، وراح ضحيتها عشـرات القتلى والمصابين، وأي معالجة للحدث يجب أن تكون منطلقةً من إدانةٍ صريحةٍ واضحةٍ، لا لُبْسَ فيها لهذا العمل الشائن المحرم، إن الموقف المبدئي الشرعي الصريح يجب أن يكون قدرا مشتركا لدى جميع المؤمنين وجميع العقلاء برفض هذا العمل وتحريمه، وإدانته شرعا، فالشريعة جاءت بحفظ الأمن، وحفظ الدماء، فلقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال العبد في فسحة في دينه ما لم يصب دما حراما).
• إن أساليب العنف والإرهاب ومسالكه من تفجير وتدمير ونسف لا تحرر شعبا ولا تنشر دينا ولا قضية عادلة ، ولن يكسب تعاطفا، الإرهاب لا يحمل مشروعًا غير التخريب والإفساد، الإرهاب يورث عكس مقصود أصحابه، فالمشاعر والعقول كلها تلتقي على استنكاره ورفضه والبراءة منه ومن أصحابه، ومن ثم فإنه يبقى علامة شذوذ ودليل انفـراد وانعزالية.
• إن نشر الرعب والترويع في أوساط المجتمع يعد فسادا عظيما، يضر المسلمين والعرب اكثر من غيرهم، فكل الإجراءات الوقائية التي تقوم بها البلاد الغربية ستؤثر بشكل كبير على المسلمين المقيمين هناك، تضيق على أعمالهم وعلى حركتهم وعلى أبنائهم، فمن المستفيد من مثل هذه الاعمال الإجرامية والإرهابية، إن الإسلام اكثر من يتأثر بهذه الأعمال، فصورة الإسلام في العالم قد شوهت والمسلمون في العالم ضيق عليهم، فلا شك في أن من يقوم بمثل هذه الأعمال يسيء للإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض.
• إن التوجه المستنير المحترم لا بد فيه من اجتناب الخلط بين الإسلام الحق ومفاهيم التنطع والغلو يجب التفريق بين القلة الشاذة والسواد الأعظم المستقيم، فكيف يدعي من يقوم بمثل هذه الأعمال بأن هذا من الإسلام وأن هذا جهاد في سبيل الله، هل الإسلام يدعو إلى قتل الأبرياء، هل الإسلام يدعو إلى ترويع الآمنين، لو كان يدعو إلى ذلك لدعا إليه يوم فتح مكة عندما قال أحد الصحابة اليوم يوم الملحمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل اليوم يوم المرحمة.
• من هنا نقدر المواقف الشجاعة والمسؤولة للأردن وقيادته الهاشمية في مجابهة هذه الأفكار الضالة والجماعات المنحرفة عن الإسلام وقيمه السمحة التي تدعو إلى الاعتدال والوسطية، وإبراز الصورة المشرقة لهذا الدين وتعاليمه السمحة كما قال تعالى: (وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين).
• تكاثف جميع الأردنيين للتصدي لهؤلاء المجرمين القتلة انطلاقا من قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).ومن هنا يأتي دور الأسرة في التربية والتوجيه لأبنائها، وحمايتهم من هذه الجماعات وأفكارها المنحرفة المخالفة للإسلام وتعاليمه.
• المستفيد من هذه الجماعات وأعمالها أعداء الأمة وعلى رأسهم العدو الصهيوني الذي يسعى في الأرض فسادا، وقتلا للأبرياء وتدميرا للممتلكات، قال تعالى ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها).
• حفظ الله على بلادنا الأردن دينها وأمنها، ورد عنها كيد الكائدين وحقد الحاقدين، وزادها تمسكا واجتماعا وألفة واتحادا، إنه سميع مجيب.