جفاف 305 ينابيع بالطفيلة بسبب الإهمال والمناخ
المدينة نيوز - : تتميز محافظة الطفيلة بغناها بينابيع المياه التي تشكل مصادر مهمة لري البساتين، خصوصا بساتين الزيتون الأكثر انتشارا، الأشجار المثمرة الأخرى، إلى جانب كون تلك الينابيع مصادر مهمة لسقاية المواشي.
ويشير سكان إلى أن الينابيع كانت تنتشر في العديد من المناطق بواقع 365 نبع ماء، لكنها انخفضت الى 60 جراء التغيرات المناخية وتراجع معدلات الأمطار السنوية.
وأوضحوا أن من أهم الينابيع التي اختفت وجفت بفعل الإهمال هي نبع الجهير والعنصر والموردة وشلحا وعين البيضاء ورواث والسلع وعين العبد والزرقاء وغيرها العديد.
ويلفت المواطن عمر المرافي إلى أن أغلب الينابيع لم تعد موجودة بسبب عوامل منها مناخية وأخرى تعرضت للردم والاختفاء والإهمال، أو للأعمال الإنشائية المختلفة، وبالتالي لم يعد أغلب حديثي السن من سكان المحافظة يعرفونها إلا من خلال ما يتناقله الكبار عن وجودها سابقا.
وتتميز تلك العيون وفق المرافي، أو ما تبقى منها بشح تدفقها ، نتيجة سنوات طويلة من الجفاف وتراجع كميات الأمطار، بعد أن كانت موارد للمواشي يرد الرعاة إليها من بقاع مختلفة، لسقاية مواشيهم.
وبين أن المنطقة التي يقطن بها فيها العديد من الينابيع والتي تحتاج إلى إعادة تأهيل وصيانة لها لضمان تدفقها بشكل مستمر وقوي، والتي لا زالت ومنذ مئات السنين تسقي بساتين الزيتون، حيث أن أغلب البساتين تعتمد على نظام الري الدائم، لتشكل الينابيع مصدرا دائما لها.
وأشار إلى أن على الجهات المعنية القيام بحفظ تلك الينابيع من الضياع في جوف الأرض، من خلال مشروعات إدارة المصادر الزراعية ، التي تعنى في برامجها للحفاظ على مصادر المياه بحمايتها واتخاذ كافة السبل لصيانتها وإدامتها - وفقا للغد - .
وقال المواطن ماجد العمايرة إن السكان ولعهد قريب جدا كانوا يعتمدون على مياه تلك الينابيع للشرب وسقاية المواشي، وري البساتين، خصوصا وأن شجرة الزيتون هي السمة الغالبة على أنواع الزراعات في الطفيلة ، ويعتمد عليها أغلب السكان.
وأشار العمايرة إلى مشروعات وزارة الزراعة ومن خلال مشروع إدارة المصادر الزراعية التي مكنت في الأعوام الماضية من إعادة تأهيل بعض ينابيع المياه في مناطق عدة في المحافظة.
ودعا إلى إعادة تلك المشاريع التي تهتم بالحفظ على مصادر المياه ، لضمان عدم توقف المصدر الوحيد لري البساتين خصوصا وأن أغلبها تعتمد نظام الري الدائم، لافتا إلى أنه وبسبب تراجع تدفق تلك الينابيع فقد جفت مساحات واسعة من بساتين الزيتون المعمر ، وحولها أصحابها الى حطب في مواقدهم شتاء.
وأكد مدير مياه الطفيلة المهندس مصطفى زنون أن مهام صيانة الينابيع والتي كانت إدارة المياه تشرف عليها ، من خلال صيانتها وتأهيلها وتزويدها بالبرابيش، وإقامة خزانان عليها للتخفيف من عملية الهدر المائي أنيط العمل بها لوزارة الزراعة في قسم إدارة المصادر الزراعية، وهي حاليا ليست من مهام إدارة المياه.
وأكد مدير مشروع المصادر الزراعية في مديرية زراعة الطفيلة المهندس زياد الحوامدة أن مشروع صيانة الينبايع يعتبر جزءا من مشاريع إدارة المصادر الزراعية منذ العام 2011، وكان يقوم بمهام إيجاد خزانات وأبنية حول الينابيع القديمة لتسهم في عدم التعدي عليها، إضافة إلى سحب المياه منها بواسطة أنابيب وإيجاد قنوات للحد من الهدر المائي الناجم عن التبخر أو الاستخدام غير المشروع والمفرط لها.
وبين الحوامدة أن المشروع انتهى العمل به في نهاية العام الماضي، ولا يوجد أي مخصصات لتنفيذ مشروعات مائية العام الحالي.
ولفت إلى أن المشروع تضمن إيجاد قنوات مبطنة بالاسمنت لمنع التسرب والتبخر، للحد من كيات الفقدان الكبيرة، والتي تسهم في الحفاظ على بساتين الزيتون المعمر كأحد المشروعات الهام للحفاظ على تلك الشجرة التي تشكل مصدر رزق لأسر كثيرة في الطفيلة.
وأضاف الحوامدة أن العديد من المزارعين استفادوا من عملية إعادة تأهيل الينابيع وصيانتها على مدى خمسة أعوام ماضية، أملا بتوفير مخصصات إضافية لاستئناف المشروع الذي أكد أنه من المشاريع المائية الزراعية المهمة في محافظةٍ تعتمد بشكل أساس على الزراعة مصدرا من مصادر الدخل.