الافتاء تجيز " الاستمطار "
اكدت دائرة الافتاء العام في فتوى جديدة لها انه لا مانع شرعاً أن يلجأ الناس إلى أساليب وأسباب مادية للاستمطار من الرياح والسحاب التي سخرها الله تعالى بواسطة المكتشفات العلمية الحديثة، التي يثبت لدى أهل الاختصاص فاعليتها وجدواها، ولا يترتب عليها أي أضرار بالبيئة أو بالإنسان أو بالحيوان.
وجاءت فتوى الدائرة جوابا على سؤال ورد اليها مفاده: ما حكم الشرع في الاستمطار بالطرق الصناعية عن طريق زيادة كثافة الشحنات الأيونية في السحب بطريقة كهربائية إلكترونية؟ ونوهت الدائرة انه إذا ترتّب على مثل هذه التقنيات ضرر على البيئة أو الكائنات الحية، أو ثبت عدم فاعليتها لدى المختصين؛ فإنها لا تجوز، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (لا ضرر ولا ضرار) رواه ابن ماجه، ولنهيه عليه الصلاة والسلام عن إضاعة المال، حيث قال: (إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ) رواه مسلم.
وقالت الدائرة ان نزول الغيث مرتبط بإرادة الله سبحانه وتعالى، قال الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) لقمان/34.
وتابعت، ان الله سبحانه وتعالى خلق الكون وجعله قائماً على الأسباب، وطلب منا الأخذ بتلك الأسباب مع الاعتماد عليه سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ) فاطر/ 9، فالله تعالى بقدرته يرسل الرياح فتسوق سحاباً مبشرة بنزول ماء طاهر مطهر يشرب منه الناس، (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) الزمر/ 6، أي: ذلكم الله الفاعل لهذه الأمور البديعة هو ربكم العظيم الشأن الذي له الملك والسلطان والتصرف الكامل في الخلق والكون.
و ذكرت الدائرة انه لا ينبغي لمن يقوم بهذا العمل أن يكون اعتماده على الأسباب، بل يجب أن يكون اعتماده على الله تعالى، وتوجهه إليه سبحانه، قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ) الواقعة/68-69. والله أعلم.بترا