الفريق فهيد: معركة الكرامة غيرت وجه التاريخ
المدينة نيوز :- قال الفريق الركن المتقاعد فاضل علي فهيد، إن معركة الكرامة غيرت وجه التاريخ وترتب عليها انتصار 1973، ودمرت اسطورة الجيش الذي لا يقهر، مشكلة نقطة مضيئة في تاريخ الامة.
واضاف الفريق فهيد، في محاضرة دعت اليها جمعية اصدقاء الشرطة مساء اليوم الاثنين، انه بعد حرب حزيران 1967 كان العدو يعتقد ان العرب وفي مقدمتهم الاردن سيرفعون الراية البيضاء، الا ان الجبهة بقيت مشتعلة لتسعة اشهر التي تلت الحرب الى ان جاء 21 اذار 1968 عندما قرر العدو الاعتداء على الاردن بحجة تصفية المقاومة الفلسطينية التي كانت تقوم بعملياتها داخل الاراضي المحتلة بغطاء ناري وفرته لها القوات المسلحة الاردنية-الجيش العربي.
واشار الى ان المعلومات الاستخبارية كانت متوفرة وقادرة على تحديد ساعة الهجوم، وكانت القوات المسلحة على استعداد لاستقبال العدو على جبهة عرضها 80 كيلو متر، بإمكانيات متواضعة امام قوة عسكرية قادرة على احتلال الاردن.
وقال في المحاضرة التي ادارها رئيس الجمعية الاعلامي شاكر حداد، ان العدو لم يكن يعرف ان الاردن لم يعد يعتمد او ينتظر قرارات عربية، وان مرحلة الاعتماد على الذات قد بدأت، فتم الرد على العدوان بوابل من النيران فاجأت العدو بتنسيق وارادة غير مسبوقتين اجبرت العدو على طلب وقف اطلاق النار، الا ان جلالة المغفور له الحسين بن طلال رفض ذلك الى ان يتم سحب جميع جنود العدو والذي انسحب تاركا لأول مرة قتلاه ومدرعاته خلفه.
واضاف ان الشعور بالإهانة من هزيمة عام 1967 الى جانب مشاعر الاحباط شكلت حافزا قويا لملاقاة اسرائيل في العام التالي، لا سيما مع وجود معلومات استخبارية عن اقتراب معركة قادمة مع العدو الاسرائيلي، مشيرا الى ان معنويات الجيش الاردني أخذت ترتفع حتى بلغت ذروتها لتشكل فرصة للتخلص من وصمة العار التي اعقبت حرب 1967.
وقال ان معركة الكرامة اعادت الثقة الى العرب، وشكلت لديهم قناعة ان بإمكانهم مواجهة اسرائيل وهزيمتها، لافتا الى ان هزيمة اسرائيل في الحرب رتّب عليها محاسبة قادة عسكريين واقالة آخرين الامر الذي يؤكد وقع وقساوة الهزيمة على العدو الاسرائيلي.
واضاف ان تحقيق الانتصار في معركة الكرامة جاء رغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها الاردن، معتبرا أن المعركة كان شاهدة على بسالة الجيش الاردني وقدرته على الصمود والانتصار في تلك الظروف.