صندوق دعم البحث العلمي: الجهل والفراغ الفكري مسببات لتطرف الشباب
المدينة نيوز :- أظهرت نتائج دراسة بعنوان "الشباب في مواجهة الفكر المتطرف" والتي أعدها صندوق دعم البحث العلمي، أن الجهل والفراغ الفكري أبرز أسباب تطرف الشباب، وفقاً لما عرضه مدير عام الصندوق الدكتور عبد الله سرور الزعبي.
جاء ذلك في المؤتمر الذي عقده الصندوق اليوم الثلاثاء، للإعلان عن نتائج وتوصيات دراسة الصندوق التي تضمنت أربعة محاور أساسية هي: محور التربية والتعليمِ والثقافة، والمحور السياسي والاجتماعي والاقتصادي، والمحور الإعلامي، والمحور الديني، واشتملت على ثمانية عناصر بحثية.
وتهدف الدراسة التي اشتملت على خطط تنفيذية لكل محور من محاورها وفقاً للزعبي، إلى البحث في أسباب انتشار الفكر المتطرف وتأثيره على الشباب، ووضع خطة عمل وطنية تتضمن مجموعة من الإجراءات التنفيذية العملية لمواجهته ومحاصرته وتحصين الشباب من الوقوع فريسة لهذا الفكر.
وأشار إلى ان الدراسة توصلت من حيث علاج ظاهرة التطرف إلى مجموعة من الإجراءات التي يتطلب اتخاذها بين مؤسسات الدولة كافة ذات العلاقة كل حسب اختصاصه.
وأكد الزعبي فيما يتعلق بمجال التعليم العام والعالي والثقافة، أهمية تكامل العلاقة بين الأسرة والمؤسسة التربوية والمجتمع لمواجهة الجهل، والتنسيق بينها لوضع الخطط والبرامج الهادفة لإيجاد حالة من الانسجام والعمل المشترك في المدرسة والجامعة، وعقد حوارات ومناظرات مفتوحة مع الشباب حول القضايا الوطنية والثقافية، وتفعيل الأنظمة والقوانين الناظمة وتطبيقها بمنتهى العدالة والشفافية.
وبين أهمية تخصيص برامج متخصصة للشباب في وسائل الإعلام وإيجاد وسيلة لإيصاله من خلال رسائل التواصل الاجتماعي، وتدريب وتأهيل العاملين في المؤسسات التعليمية ليتمكنوا من التصدي لأي أفكار قد تؤدي إلى انزلاق الشباب، والتركيز على رسالة عمان وإدخالها في المنهاج المدرسي، وتدريب الطلبة على إدارة الوقت وتكثيف البرامج اللامنهجية في أوقات الفراغ وغيرها من الإجراءات.
وفيما يتعلق بتوصيات المحور السياسي والاجتماعي والاقتصادي أوجز الزعبي انها تتمثل بتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية من أجل الحد مما يسهم في انتشار ظاهرة التطرف، وتفعيل لغة الحوار وتعزيز ثقافة تقبل الرأي والرأي الآخر لدى الشباب، وتعزيز قيم الشفافية والنزاهة ومحاربة الفساد بكل أشكاله، وتطبيق القانون بتعزيز المساواة أمامه، وتعزيز حرية الرأي والتعبير المسؤول، وتعزيز هيبة الدولة.
وبين الزعبي ان أهم توصيات المحور الإعلامي، هي: العناية باختيار الوجوه الإعلامية في البرامج الثقافية والدينية وإعداد قوائم جديدة للضيوف الذين يظهرون في البرامج الدينية على أن يكونوا من ذوي الثقة والصدق والأمانة والنزاهة، وبناء معايير واضحة لبث البرامج الدينية من حيث المحتوى، وتدريب شباب جدد من عمر مواز للشباب المتلقي لتقديم برامج دينية وثقافية وتعليمية بروح عصرية، ومتابعة شبكات التواصل الاجتماعي من حيث المحتوى المنشور، والذي يتضمن لغة الكراهية والتطرف.
ووفقاً لتوصيات المحور الديني، أكد الزعبي أهمية الحرص على بناء الثقة بين المشاهدين وعلماء الدين الذين يقدّمون الخطاب الديني ، وأن يكون شعار الدين النصيحة هو السائد في علاقة العلماء مع مؤسسات الدولة، وبناء جسور الثقة بين المؤسسة الدينية والمجتمع بفئاته المتعددة عن طريق الالتزام شرعاً وقانوناً في هذه المؤسسة واختيار ذوي الكفاءات والكفايات، كما يجب الرفض السريع لأي مظهر من مظاهر الفساد لتكون هذه المؤسسة نموذجاً وقدوة للآخرين، وتطوير الأساليب المتبعة في الدعوة و الحوار الفكري بشكل مستمر مواكب للأساليب المعاصرة.
وشدد الزعبي على تبني قيم رسالة عمان بعمق فلسفتها وقرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي بشأن الإسلام و الأمة الواحدة .
وعرض كل رئيس محور أبرز النتائج التي خلصت إلها المحاور، الأربعة وفي مقدمتها المحور التربوي والتعليمي والثقافي، الذي عرضه الدكتور ضياء الدين عرفة، إذ خلصت الدراسة في مجال التعليم العام إلى وجود توافق في وجهات نظر المشرفين التربويين، والمديرين، والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور حول عزو أسباب التطرف إلى الجهل باعتباره الأقوى أثرا وتأثيرا في بناء العقلية المتطرفة.
وبينت النتائج أن التحولات الثقافية أسهمت في نمو عدة أزمات جعلت من بعضها بيئة خصبة، وقابلة للتطرف منها: أزمة الهوية، والشرعية وسيادة القانون، وإدراك العدالة، والثقة.
وتعود أسباب انتشار الفكر المتطرف إلى وجود حالة من الجهل وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه الأفراد والممتلكات وحق الآخرين في التعبير عن آرائهم بحرية، وغياب دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات التربوية الأولى التي تسبق الجامعة، فضلاً عن ضعف وسائل الوقاية للحد من ظاهرة التطرف قبل وقوعه.
وعرض نتائج المحور السياسي والاجتماعي والاقتصادي، الدكتور فيصل الرفوع، التي تلخصت بوجود اتجاهات إيجابية من وجهة نظر الخبراء حول تأثير العوامل السياسية والاجتماعية على انتشار التطرف والعنف كالظلم، وضعف لغة الحوار واختلال منظومة العدالة والنزاهة، وغياب تقبل الرأي الآخر، وبدرجة أقل وجدت تأثيراً للعوامل السياسية لدى الشباب.
وبينت وجود اتجاهات إيجابية مرتفعة نسبياً حول تأثير بعض العوامل الاجتماعية على اتجاهات الطلبة نحو مشكلة التطرف ومن هذه العوامل انتشار الجهل، وتأثير رفقاء السوء، وانتشار الجرائم، والمخدرات، وغياب دور الأسرة، وارتفاع معدل الهجرات القسرية، وغياب دور المدرسة، والانحرافات الأخلاقية.
وخلصت الدراسة في محورها الإعلامي، بحسب ما عرضه الدكتور مهند مبيضين، الى أن الدولة بمؤسساتها كافة الرسمية والأهلية تعد الخيار الأول لمواجهة الفكر المتطرف، إلا أنها بينت أن مؤسسات الدولة التي يجب أن تعمل على تعميق رسالة الدولة الأيديولوجية ضعيفة الحضور، وبينت عمق الفجوة المتحققة من وسائل الإعلام الوطني وضعف البرامج الثقافية والدينية الموجهة للشباب لتحصينهم من الفكر المتطرف.
ووفقاً لما عرضه الدكتور عبدالناصر أبو البصل لنتائج المحور الديني، فان من أهم أسباب انتشار هذا الفكر: الجهل، والفراغ الفكري، وقلة التحصين، ووجود شبهات لا يملك الشباب القدرة على ردها بسبب المعرفة السطحية لهم، ومرور الشباب بظروف خاصة بسبب الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المحيطة، وانتشار المخالفات الشرعية دون معرفة لفقه الدعوة الصحيح، بالإضافة الى وجود هجوم مبرمج وفق منهجية علمية (من حيث الظاهر) من قبل الجماعات المتطرفة موجهة للشباب مستخدمين وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المتاحة وغيرها من التقنيات الحديثة.