حول قمة الامن النووي بواشنطن

تشارك اكثر من سبعين دولة بقمة الامن النووي في واشنطن برئاسة باراك اوباما وغياب الركن العالمي الروسي فلاديمير بوتين والذي تملك بلاده اكثر ترسانه نووية في العالم (8300) راس ذري, وامامها تحديات كبيرة اولها كوريا الشمالية ودول اخرى ذات طموحات نووية كايران وغياب الحديث عن ترسانة اسرائيل النووية , وهنا نسجل بعض النقاط التالية .
> الر'ئيس الامريكي يريد توجيه رسالة الى كوريا الشمالية وايران والدول المارقة حسب التوصيف الغربي والراغبة بامتلاك القنبلة الذرية (وطبعا اسرائيل مستثناه) بان المجتمع الدولي لن يسمح بالانتشار النووي وان دعوته الى تشديد العقوبات على بيونغ يانغ ستجد اذانا صاغية من المجتمعين , لكن ذلك لا يعني تردد الدول الاخرى عن اجراء تجارب نووية ورغبة الاخرين بالتسلح سرآ بهذه الاسلحة الاستراتيجية الرادعة .
> كوريا الشمالية تتسم بعناد سياسي وقيادتها لا تؤمن الا بلغة القوة ,فقد تحدت العالم باجراء اكثر من اربع تجارب نووية واخرى هيدروجينية وواصلت اطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات وهددت باستخدام هذه الاسلحة وقالت ان خطأ صدام حسين ومعمر القذافي هو تخليهما عن اسلحتهما الكيماوية واكدت ان العبرة في امتلاك القوة لفرض الشروط على طاولة المفاوضات مع امريكا وحلفائها .
> الغرب وبزعامة امريكا يعاني انفصامآ داخليآ بالسماح لاسرائيل رغم عدم وجود احد يهددها بامتلاك اكثر من (80) راسآ نوويآ ومطالبة اخرين بالتخلي عن برامجهم النووية وتهديدهم بالقوة . وهذا الامر يجعل من العلاقات الدولية صورة بائسة ويصعب استمرارها . والانتشار النووي سوف يمهد لدول طامحة بامتلاك القنبلة الذرية . فهناك دول راغبة بان يكون لها نفوذ على الساحة الدولية والابتعاد عن امريكا وروسيا معا . لكن الظروف السائدة لا تسمح لهما بتنفيذ اطماعها . ولعل رفض الرئيس الامريكي باراك اوباما استقبال ضيفه التركي رجب طيب اردوغان يصب في اطار هذه السياسة , فقبل اشهر اعلن الرئيس اردوغان عزم بلاده تاسيس جيش قوي وامتلاكه اسلحة متطورة , وهو بذلك يهدد بامتلاك الاسلحة غير التقليدية , وواضح ان الخلافات الامريكية التركية هي بالاساس على حزب العداله والتنمية المحسوب على التيار الاخواني, ولهذا نجد القطيعة ما بين امريكا وتركيا وما بين امريكا واروبا وتركيا .
قمة الامن النووي بواشنطن بدأت بالتقاط صور للمشاركين فيها وستنتهي بالتقاط صور وداعية دون ان يعيرها اي زعيم عالمي معارض للنظام الدولي اي قيمة .بل ربما يضعها في سياق الاستهزاء بها .لان بيونغ يانغ حذرت بالرد وباسلحة نووية ولان ترك اسرآئيل وحيدة في هذا العالم تمتلك القنبلة هو امر مخجل للحاضرين بامريكا, ويبقى السؤال .. هل تنجح امريكا بقيادة العالم لعقود قادمة ?

(المصدر: الديار الأردنية 2016-04-01)