محاور خطبة الجمعة المقترحة : آفة المخدرات في الأردن
المدينة نيوز - نشرت وزارة الاوقاف عناصر مقترحة لخطبة الجمعة بتاريخ 14/4/2016م ، والتي حملت عنوان : "آفة المخدرات في الأردن " .
وتاليا محاور الخطبة :
• قضية متكررة، ومشكلة مستجدة، وفاجعة موجعة، لم تكن من عهد الآباء والأجداد، ولا من عصور السلف الأولين، المتبعين لخير المرسلين، نشأت عن الفراغ والجهل، وظهرت حينما كثرت البطالة، وقل الدين والخوف من رب العالمين، مروجون تجارتهم رائجة، وبضاعتهم بالأطنان مكدسة، لا تُنقِصُها مصادرة، ولا تقللها مقاومة، أثمانها مرتفعة، ولا يستعصي دفعها على أفقر الفقراء ضررها كبير وزبائنُها في ازدياد مثير. إنها آفة العصر، ومصيبة الدهر، تُذهب العقول وتُهلك النفوس، وتأتي على الأموال، ومع ذلك فالعقول تطلبها، والنفوس تهواها، والأموال تبذل رخيصة في سبيل الحصول عليها.
• المخدرات أشكال وألوان، ما أنزل الله بها من سلطان، أقنعة كثيرة لوجه واحد قبيح، وأسماء وصفات لسموم ومسكرات، ما جلبت على البشرية إلا البغضاء والعداوات. فالله قد حرمها فقال{يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} والله قد بين خطرها وضررها فقال سبحانه: {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} والله قد بين سبيل علاجها والخلاص منها: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن ابن عمر: (كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام. ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها، لم يتب، لم يشربها في الآخرة)، فهل من عاقل يُذهب عقله بإرادته؟ هذا ما يحزن النفوس، ويدمي القلوب خصوصاً والحديث عن المسلمين.
• المسكرات والمخدرات كلمة قليلة الحروف، قاتلة المعاني، وسلاح خطير بيد فاقدي الضمير، تفتك بالعقول والأجساد والأموال، وتدمر الأسر والمجتمعات. وإذا كانت النصوص من الكتاب والسنة قد تظافرت على تحريم الخمر استعمالاً وبيعاً وشراءً وغير ذلك، فقد أجمع العلماء على إلحاق المخدرات بالخمر في التحريم، قال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}.
• أضرار المخدرات والمسكرات كثيرة فهناك أضرار دينية فهي تصد عن ذكر الله وعبادته، وتضعف الإيمان، وتقتل الحياء من الله، وصاحبها ملعون مطرود عن رحمة الله هذا في الدنيا، أما في الآخرة فإن متعاطيها متوعد بالعقوبات الشديدة، روى مسلم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل مسكر حرام ، إن على الله عز وجل عهداً لِمن يشرب المسكر أن يَسقيه من طينة الخبال. قالوا: يا رسول الله وما طينة الخبال؟ قال: عرق أهل النار أو عصارة أهل النار).
• وأضرار صحية، فالمخدرات خطيرة على أجهزة الجسم المختلفة كالجهاز العصبي والدوري والهضمي والتناسلي والجلد والعظام و الأسنان وغيرها. فتسبب بطء في التنفس، والقلق والتوتر، وبطء دقات القلب والقيء وفقدان الشهية وضيق حدقتي العين والارتعاش وضعف البنية، وزرقة في لون الجلد، وضعف جنسي واضح، وتوقف الدورة الدموية، وفقدان البصر، وفي بعض الأحيان الوفاة العاجلة.
كما ان تعاطي المخدرات يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل الإيدز وغيرها من الأمراض القاتلة.
• وأضرار نفسية: يحدث تعاطي المخدرات اضطراباً في الإدراك الحسي العام وخاصة إذا ما تعلق الأمر بحواس السمع والبصر حيث تخريف عام في المدركات ، هذا بالإضافة إلى الخلل في إدراك الزمن بالاتجاه نحون البطء واختلال إدراك المسافات بالاتجاه.
• وأضرار اجتماعية من انهيار الأسرة وانحراف أفرادها وكثرة حالات الطلاق، ووقوع العداوة والبغضاء، وانطفاء نار الغيرة على العرض في قلب المدمن، بل إنه قد يلجأ والعياذ بالله إلى المتاجرة بعرضه للحصول على المخدر.
• وكذلك أضرار أمنية من وقوع الجرائم وانتشارها، ووقوع الحوادث المرورية وغيرها. ومنها أضرار اقتصادية سواء على دخل المتعاطي وحالة أسرته المادية، أو على اقتصاد الدولة في مكافحة المخدرات، ومستشفيات الإدمان، والسجون.
• كيف يجرؤ العاقل أن يتعاطى هذه السموم؟ وما أسباب هذه الظاهرة؟ أسباب التعاطي: ضعف الإيمان، ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام في حديث أبي هريرة المتفق عليه:(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)، وضعف التربية الأسرية بإهمال الوالدين تربيةَ أولادهم، أو القسوة والكبت والحرمان، أو التفرقةِ وعدمِ العدل بين الأولاد، وقل مثل ذلك في الدلال المفرط، وضعف جانب المنع والوقاية في الأسرة، والقدوة السيئة وذلك بأن يقع أحدُ الوالدين في تعاطي المخدرات، أو شرب المسكرات، ومن الأسباب كذلك رفقة السوء مفاتيح الشرور وأعوان الشياطين الذين ربما يلتقي بهم الشاب في المدرسة أو الحي، أو النوادي والحدائق والأماكن العامة.
• لا بد من العلاج ولعل العلاج في عدة أمور: فلا بد من الاهتمام بالعلاج الإيماني فإن الإيمان هو الحل لكثير من مشاكل الشباب والأمة، الإيمان الذي جعل شاربي الخمر في الجاهلية بعد الإسلام يريقونها حتى جرت بها شوارع المدينة وهم يقولون انتهينا انتهينا، وعلاج طبي ومراكز معالجة المدمنين والتي تعالج بالمجان ومن يأتي هذه المراكز للعلاج لأول مرة معترفا على نفسه فانه لا يحاسب قانونيا، ورسالة إلى الآباء والمربين بضرورة الاهتمام بالتربية وإصلاح النشء، فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته.