خلافات البيت الاسلامي اعمق من الخلافات مع اسرائيل
المشهد الاسلامي يكشف عمق خلافات البيت الواحد امام اسرائيل فاذا دققنا بصورة واضحة نجد ان الفتنة الطائقية (السنية الشيعية) اخذت طريقها الى الانظمة والحكام وان الحديث عن وأدها او تجاوزها غير وارد واليكم بعض الاشارات الهامة في ذلك .
> الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي تسلم قيادة منظمة المؤتمر الاسلامي (التعاون الاسلامي ) رفض توجيه الدعوة لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي وتجنب مصالحة وزير خارجيته سامح شكري في دولة المقر (السعودية ) باجتماع المنظمة يوم الخميس الماضي , وهذه الصورة توحي بان الخلافات المصرية -التركية عميقة ويصعب حلحلتها وان الوساطة السعودية لم تنجح في تجاوزها . والسبب هو ان تركيا اردوغان ترى في مصر السيسي بانه قائد انقلاب ضد حلفائه الاخوان المسلمين وانه وراء تدمير مشروع الاسلام السني مع نظام بشار الاسد في سورية .
> الخلافات ما بين ايران والسعودية هي اكثر عمقا من الخلافات التركية المصرية ذلك ان الطرفين يمولان الحروب بالوكالة في عدة جبهات مشتعلة منها سورية والعراق واليمن . واللافت ان الحديث عن مصالحة او حوار سني شيعي هو مضيعه للوقت . والكل يعلم بحقيقة المواقف الرسمية والمعلنة للدولتين ضد بعضهما البعض. فالاشتباك الاقليمي ومعه الاصطفاف الدولي لهذا الفريق وذاك يؤجج العنف وسفك الدماء ولا احد يمكنه الحديث عن عودة الهدوء والاستقرار للشرق الاوسط طالما ان المتحاربين والراعيين للمقاتلين يرفضون التحاور وانهاء الخلافات بينهما .
> خلافات البيت الاسلامي ما بين الكبار السعودية وايران وتركيا ومصر يتبعه خلافات ما بين الصغار على ارضية ذات الموقف . فعندما اعتبر النظام المصري الاخوان المسلمين تنظيما ارهابيا ذهبت دول عديدة عربية واخرى اسلامية الى اعتبارهم جماعة ارهابية باعلان ودون اعلان . وواضح هنا ان اللعبة بادواتها الاقليمية تلقى رواجا ما بين الكبار الذين يغذون الخلافات بطريقتهما . ولا نستبعد ان تتمدد الحروب الى دول اخرى مجاورة لان حجم الخلافات كبير ويتعمق ويأخذ اشكالا متعددة , ويغذى ذلك رجال الدين من الطرفين , فالمواقف السياسية للزعماء بالعالم الاسلامي يتبعهم علماء الدين من السنة والشيعة بالفتاوى التحريفية وللاسف اصبحت اللغة السائدة في عالمنا الاسلامي هو العداء للاخر واتهامه بالخيانة والتواطؤ مع الاجنبي , والكل يتهم الكل والكل يقاتل في الكل . ولا احد يمكنه معرفة الى اين ستسير الامور في المستقبل .
الخلافات الاسلامية لن تنتهي بوجود الانظمة القائمة والحكام الراغبين بزيادتها . وللاسف فان تركيا التي تتزعم العالم الاسلامي السني تقيم علاقات مع اسرائيل وتتفاوض معها على قاعدة المصالح كما ان السعودية الحليف الاقوى للغرب يقيم علاقات من تحت الطاولة معهما , ومصر تتزعم الوطن العربي في علاقاتها معها (اي الدولة العبرية ) فيما يستحيل ان تتصالح هذه الدول مع بعضهما رغم انها انظمة وشعوب مسلمة سنية فكيف لنا ان تتحدث عن حوار سني شيعي او مصالحتها مع ايران ?!. وللاسف نقولها بمرارة ان الخلافات داخل البيت الاسلام اعمق من خلافات العرب والمسلمين مع اسرائيل .
(المصدر: الديار الأردنية 2016-04-15)