حدود خداع الذات !

تم نشره الأحد 17 نيسان / أبريل 2016 12:54 صباحاً
حدود خداع الذات !
خيري منصور

اذا قرر انسان ما ان يخدع نفسه فلن تفلح معه كل المحاولات التي تسعى لايقاظه من الاستغراق في الوهم، تورط بهذا الخداع الذاتي زعماء فقدوا صولجاناتهم ومنهم من فقد رأسه حيّا، وتورط بهذا الخداع مثقفون لم يحصلوا على اي اعتراف حقيقي فقالوا في لحظة الغسق آه على ذبابة . واحيانا تتورط مجتمعات بهذا الخداع اذا حاولت ان تستحم في السراب الذي صنعته عيونها الكليلة، لكن من قرروا الانسجام مع انفسهم وعدم تصديق احلام يقظتهم، ان ختام حياتهم مسكا بكل المقاييس، فما انجزوه لم يكن ورما كما قال المتنبي، وسيبقى بعد رحيلهم، ولهم مواعيد مع قيامات عاجلة او آجلة تعيد اليهم الاعتبار ! ولأن النفس بالفعل أمارة بالسوء فهي احيانا تتحول الى فخ لصاحبها تستدرجه عبر اوهام وانتصارات من طراز ما سماه احمد شوقي في مسرحية شعرية الظفر في فم الاماني، لكن ليس لضحية هذا الوهم حتى قلامة ظفر من الحقيقة . نفهم ان يضعف الانسان ويصبح تفكيره رغائبيا بحيث يرى ما يطيب له فقط ان يراه ولا يسمع غير صدى صوته، لكن لمثل هذه المرحلة عُمرا هو على الاغلب قصير، اذ تعقبها نوبة صحو ويقظة ويكون هناك متسع في العمر للاستدراك وعدم التفريط بما تبقى . وما من شيء يضاعف من خداع الذات ويدفعه الى اقصاه كالعزلات والتهرب من أية حوارات او مناظرات فكرية، لأن الماء كما يقال يكذّب الغطّاس، لكن ما العمل اذا كان هذا الغطّاس قد تعلّم السباحة على سريره او على الرمل ؟ واكثر المجتمعات افرازا للأوهام وخداع الذات هي المجتمعات الخاملة والتي تعاني من الاستنقاع، لأن الفرد فيها لا يختبر منسوب كفاءته قياسا الى الاخرين، فيبحث عن الأقبح والأقصر والأغبى والأفقر كي يزهو على هؤلاء كما يزهو مريض في طور الاحتضار على ميّت ! تسعون بالمئة على الاقل من سوء التفاهم وانعدام المشترك المنطقي هو حصيلة الخداع سواء كان للذات او تمدد نحو الاخرين فهل يصحو خادعو أنفسهم قبل فوات الاوان ؟

(الدستور 2016-04-17)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات