معركة حلب
ما يجري في حلب من استعدادات وتحشيد وتموضع عسكري ينبئ بقرب سقوط الهدنة التي اتفقت عليها الولايات المتحدة الاميركية وروسيا.
فبعد استعادة «تدمر ومدينة القريتين» يبدو النظام اكثر قناعة بضرورة الدخول الى مدينة حلب مع اعوانه الايرانيين وحزب الله وكل ذلك بانتظار اشارة من موسكو.
بالمقابل هناك استعدادات للطرف الاخر، ففصائل المعارضة تتلقى اسلحة متطورة من دول اقليمية حليفة، ناهيك عن النصرة التي اعادت لملمت نفسها بعد الضربات الاخيرة.
تنظيم داعش بدوره بدأ بمهاجمة قوات النظام في ريف حلب، وهذا يشي بأننا امام استحقاق جديد قد تكون فيه معركة حلب بداية لمأزق سوري جديد.
معركة حلب آتية وافتتاح المعارك لن يطول انتظاره، فجنيف 3 متعثر وعبثي، والتفاهمات الروسية الاميركية اقتربت من مرحلة الفشل تحت ضغط متعدد الاتجاهات.
ما يعزز كل ذلك: نتائج مؤتمر القمة الاسلامي المنعقد في انقرة، فقد جاءت معادية لايران واعتبرت حزب الله منظمة ارهابية اما العاهل السعودي فيريد العودة لجنيف 1.
ايران بعد المؤتمر حريصة على توجيه صفعة «لتركيا والسعودية» في حلب، بينما روسيا متشككة في مصداقية تفاهماتها مع واشنطن.
على الجانب الآخر، تبدو تركيا والسعودية اكثر حرصا على عدم حسم نظام بشار الاسد للمعركة في حلب، فانتصاره له معان كثيرة سلبية على الدولتين.
هذه السياقات تعزز فكرة حتمية وقرب معركة حلب، فجميع الاطراف مقتنعة ان من يحسمها فقد حسم اكثر من نصف المعركة هناك.
لكنني في المقابل ارى ان «معركة حلب» الحتمية ستعيد جميع الاطراف للمربع الاول وهنا اطرح السؤال الاهم: هل تملك كل الاطراف لياقة استمرار الحرب؟
(السبيل 2016-04-17)