سياسيان أميركيان: السياسة الأميركية ستبقى مهتمة بالأردن
المدينة نيوز :- اعرب برلمانيان اميركيان سابقان، عشية مغادرتهما الاردن، عن قناعتهما بان "لا تغيير" على المصالح الاميركية، او السياسة الاميركية في المنطقة، مشددا على انه "لن يكون هناك قلة اهتمام ودعم (اميركي)، وتحديدا بالاردن وبالمنطقة بشكل عام".
وفيما عبرا عن تقديرهما للدور الاردني والظروف الصعبة جدا التي تواجه المملكة جراء الازمة السورية، رات عضو سابق في الكونغرس الاميركي عن الحزب الجمهوري ان مرشح الرئاسة الاميركية الجمهوري، المثير للجدل، دونالد ترامب "لا يتوقع له النجاح في ان يكون مرشح الحزب الجمهوري".
عضوا الكونغرس الاميركي السابقان المحامي ديفيد سكاغز، والقاضية ان ماري بيركل، وصفا، في مؤتمر صحفي بعمان عشية مغادرتهما بعد زيارة استمرت اياما، الشباب الاردني بـ"المتحمسين والتواقين للمشاركة بالحياة السياسية في الأردن"، لافتان الى ان جل ما سمعاه من الشباب الأردني "كان حول البطالة والوضع الاقتصادي" في المملكة.
وبعد ان لاحظ سكاغز ان الشباب الأردني "مهتم بشكل كبير بالانتخابات الأميركية" وانهم تساءلوا كثيرا باللقاءات مع الضيفين، ان كان هناك تغير في مصالح اميركا في المنطقة، قال ان ذلك بدا "امرا مقلقا" للشباب الاردني، حيث "قلنا ان لا تغيير، ولن يكون هناك قلة اهتمام ودعم، تحديدا بالأردن وبالمنطقة بشكل عام".
وعبر سكاغز، وهو من الحزب الديمقراطي، عن احترامه "الكبير للطريقة التي يتعامل بها الأردن مع الظروف الصعبة جدا بخصوص جواره لسورية"، وقال ان بلاده "تقوم بالكثير لتساعد"، وانه يتمنى فعل المزيد. وزاد "ندرك ان اعباء الأزمة السورية واللجوء كبيرة على المجتمع الأردني والحكومة".
والتقى البرلمانيان الاميركيان السابقان، خلال زيارتهما للمملكة الاسبوع الماضي بتنظيم من السفارة الاميركية في عمان، وعبر عدة لقاءات طلبة اردنيين من جامعات "الأردنية وال البيت واليرموك والهاشمية"، كما قاما بزيارة مجلسي النواب والأعيان، والتقيا لجنة العلاقات الخارجية في "النواب" وكذلك بعض النساء من النواب.
وقال سكاغز ان الشباب الاردني ابدوا خلال اللقاءات تساؤلات حول المصالح الاميركية في المنطقة، وان كان هنالك اية تغييرات على تلك السياسة، معربا عن اعتقاده بأنه "لن يكون هناك اهتمام اقل من قبل الولايات المتحدة، تجاه دول المنطقة، والاردن على وجه الخصوص".
ولفت الى ان هنالك "سوء فهم"، موضحا بالقول ان "اذا ما حاولنا ايجاد اصدقاء جدد لنا (في المنطقة) فلا يعني ذلك ان نقوم بالتخلي عن اصدقائنا الحاليين".
الى ذلك، وفي رده على سؤال، حول تحول اهتمام اميركا باتجاه دول اخرى مثل ايران، قال سكاغز "هذا مفهوم خاطئ، بأن اميركا عندما تسعى لصداقات جديدة، فانها تتخلى عن صداقاتها القديمة". وزاد "هذا غير حقيقي". وقال ان "صفقة ايران، جعلت اسرائيل تشعر ان اميركا تضر مصالحها"، في اشارة الى الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة والدول الست الكبرى مع ايران.
واعترف ان العديد من اعضاء الكونغرس "لا يعرفون الكثير عن المنطقة، وان العديد من السياسيين يركزون على القضايا الداخلية الأميركية"، وقال ان "هذا امر مؤسف، حصل بالتدريج، بعد الحرب الباردة".
ورأى سكاغز انه مع موسم الانتخابات الرئاسية الاميركية الحالية، "يظهر الكثير من الغضب الناتج عن سوء الفهم، ولأن الأردن صديق مهم جدا لأميركا، اردنا المجيء الى هنا وشرح ما تيسر لنا، حول المشهد المرتبك لموسم الانتخابات، على امل ان الطلبة والأكاديميين والصحفيين الأردنيين، يفهمون ذلك".
من جهتها، قالت القاضية الاميركية بيريكل ان الرسالة التي يريدها الأردنيون ان يرسلوها الى اميركا هي "ان الأردن تأثر كثيرا بالأزمة السورية منذ اكثر من خمسة اعوام".
وتحدثت عن التغييرات التي حدثت في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية، كموجات اللجوء وعدم الاستقرار، مشيرة الى "التقدير العميق" الذي تحظى به العلاقات بين الولايات المتحدة والاردن، "الامر الذي يتوجب علينا ايصال رسائل لاعضاء الكونغرس عن الاوضاع والتحديات الماثلة امامنا".
بخصوص الانتخابات الأميركية، قالت بيريكيلن وهي عضو في الحزب الجمهوري، انها "لا تعتقد" ان المرشح الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب "سينجح في ان يكون مرشح الحزب".
وعن تصريحاته حول منع المسلمين من دخول اميركا، قالت ان ما قاله ترامب "ليس اميركيا.. وان الأميركيين لا يفكرون بهذه الطريقة، وهو لا يمثل اغلبية الأميركيين". وزادت "ما هو مؤذ هو اننا دولة تتفهم وتقدر الهجرة، وقد جاء اناس من حول العالم لأميركا، ولدينا تمثال الحرية يرحب بالجميع، وهو (ترامب) يقول مثل هذا القول، هذا ضد كل شيء تؤمن به اميركا".
وتأتي زيارة السياسيين الأميركيين الى الأردن ضمن برنامج يهدف لتوفير فهم كامل للشباب الأردني حول كيفية عمل النظام السياسي الأميركي.
وفيما حضر السياسيان بصفتهما الشخصية الى الأردن، ولم يمثلا الآراء الرسمية للحكومة الأميركية خلال لقاءاتهما، الا ان السفارة الأميركية، هي التي نظمت عملية احضارهما ولقاءاتهما، لأنها "ارتأت ان الوقت مناسب لاحضار اشخاص لديهم تجربة عملية تشريعيا، للحديث عن تجربتهما، وايضا للاجابة عن الكثير من الأسئلة حول الانتخابات الأولية” بحسب مسؤول في السفارة، في اللقاء الصحفي.