دكتاتورية عمان!
من الصعب وضع حدود لمدينة عمّان، وأعجبني تعبير الدكتورة زليخة أبو ريشة في حفل إشهار كتاب “أهل عمان” للأستاذ أحمد سلامه: مدينة الجبال السبعة التي صارت تحتلّ سبعين، وليس سرّاً أنّ الأرقام تشي بأنّ حجم المدينة تضاعف نحو خمسين مرّة في ستين سنة.
عمّان هي الدولة الأردنية، والأردن هو عمّان، فعدد سكانها يكاد يُلامس ثلثي إجمالي عدد الأردنيين، وهذه حقيقة غير صحيّة على الإطلاق، وتؤكد فشل السياسات التنموية التي بدأت في منتصف السبعينيات، ليس بالضغط على مساحتها الجغرافية فحسب، بل بترك باقي البلاد والعباد مفتوحاً على العوز والحاجة.
الدكتاتورية العمّانية تفرض نفسها على كلّ شيء أردني، وحتى قانون اللامركزية، الذي أخذ من الجدل طويلاً، وأقرّ في آخر الأمر، لا نجد أحداً يتحدّث عنه الآن، باعتباره صار ضائعاً تتلاطمه أمواج الجدل البيزنطي العمّاني حول تغيير الحكومة وانتخابات النواب، مع أنّ انتخابات اللامركزية أهمّ من ذلك بكثير.
يليق بعمّاننا كلّ هذا الغزل الذي نسمعه، فهي مدينتنا، ولكنّ يليق بغيرها العشق فهو بلدنا الذي تتناقض فيه الأشياء، ففي عجلون جبال سويسرية الطابع، وفيها أكبر عدد عاطلين عن العمل أيضاً، أمّا الجنوب الأردني موطن مواردنا، الذي يبدأ من مطار الملكة علياء وينتهي بالعقبة، يوصلنا إليه طريق الموت، وهذه مجرّد أمثلة على فشلنا في توزيع حبّنا على أفراد عائلتنا بعدالة.
(السبيل 2016-04-18)