أقانيم التطهير العرقي!!
الأسرلة والعبرنة والتهويد هي اقانيم السّطو الاستيطاني المسلح الذي انتهى باحتلال فلسطين على مرحلتين، وهذه الاقانيم تشمل الايديولوجيا والمكان والتاريخ، فالعَبْرَنة هي اقصى مراحل الاحتلال الذي يتحول الى استحلال بالمعنى الدقيق وبدأه المشروع الصهيوني مبكرا حين اطلق اسماء عبرية على أمكنة وأطلال ومقدسات عربية اسلامية ومسيحية، ثم بلغ ذروته في اطلاق اسماء جديدة على مئات القرى التي اُبيدت وتم تطهيرها عرقيا، ومنها قرى انشئت عليها جامعات ومؤسسات كما حدث في جامعة تل ابيب والكنيست . وجاءت مرحلة العبرنة لاستكمال القوس المؤجل من دائرة الاستيطان بعد أن اصبحت الأسرلة صيغة سياسية تحول الحركة او المنظمة السرية الى دولة . اما التهويد فهو الاقنوم الايديولوجي الذي يعيد انتاج التاريخ من خلال تزويره وتلفيق روايات ومرجعيات تبرر الابادة سواء كانت بالمعنى العضوي الدقيق الذي عبّر عنه يزهار سملانسكي في قصته الشهيرة خربة خزعة التي دُمرت وابيد كل من فيها حتى الحيوان او بالمعنى الرمزي الذي يستهدف الهوية . ولم يتوقف اقنوم التهويد في هذا الثالوث عند فلسطين، فقد مارسته الصهيونية اثناء تهجير اليهود من روسيا واوروبا الشرقية، بحيث كان من بين المهاجرين من تم تهويدهم وهم في الاصل ليسوا يهودا! وبعد اكثر من ستة عقود مضت على الاحتلال اصبحت الدولة العبرية تمارس مزجا بين هذه الاقانيم الثلاثة، ومن امثلة ذلك تهديد النواب العرب في الكنيست بالإقصاء، وما كانت تل ابيب لتجهر بتهويد الدولة كلها بدءا من القدس لولا ما نعمت به من تسامح دولي وكرم عربي حاتميّ، فهي الان لا يعوقها عن استكمال المشروع الابادي سوى مثقفين وناشطين واكاديميين من مختلف القارات يدافعون عما تبقى من منظومة القيم الانسانية المُستباحة !!
(الدستور 2016-04-18)