عمان.. حل الصيف !
الشتاء هو فصل الخير والمطر ومصدر الحياة، جعل الله من الماء كل شيء حي. والشتاء يتقاسم بهجة تفتح الربيع مع فصل الصيف ، فياتي الربيع زائرا خفيف الظل. والصيف هو الأحب رغم ازماته المزمنة في عمان ، فقد قالت العرب :» لو كان للصيف ام لبكت عليه.
واللافت المدهش أن السياسة حشرت أنفها في الطبيعة أيضا ، فالقت بظلالها على الفصول الاربعة، وتدخلت في مزاج الطبيعة. نتيجة للتوتر السياسي والاشتباك الامني من حولنا اصبحت عمان واحة استقرار وامان لكل الهاربين من جحيم المعارك ، اضافة لعودة المغتربين. وهذا الطوفان البشري يتسبب بازمات عديدة خصوصا في فصل الصيف ، في مقدمتها ازمة المياه والكهرباء والسير ونظافة الشوارع في العاصمة والضغط على البنية التحتية ، ليس في عمان فحسب ، بل في كل انحاء المملكة.
عمان حل الصيف باكرا واقتربت الازمات ، هذا يفرض على الجهات المسؤولة التحرك بسرعة والاعداد لمواجهة الطوفان المنتظر ، ومواجهة الازمات بحلول مبكرة ناجعة ، خصوصا بالنسبة لأزمة السير ، وهذا يتطلب التعاون والتنسيق بين أمانة عمان ودائرة السير لأدارة الازمة بنجاح ، وقد يحتاج الأمر لدراسة ميدانية جديدة لتجنب الاختناق المروري في العاصمة ، خصوصا أن هناك مواقع اصبحت تشكل «عنق زجاجة « في اوقات محددة على مدار الساعة ، وهذه القضية بحاجة الى حلول جذرية ، ليس في موسم الصيف ، بل بشكل دائم ، مثل حفر انفاق أو انشاء جسور جديدة ، أو تعديل وجهات السير عند الضرورة.
والحديث عن الازمات الصيفية ، او المزمنة في عمان ، لا يعني وضع كل المسؤولية على عاتق الجهات الرسمية ، بل المواطن لديه ما يقدمه لحل هذه المشكلات ، خصوصا بالنسبة لأزمة السير. عندما تقود سيارتك في شوارع عمان ، لا تحتاج الى كثير من العناء كي تلاحظ ان معظم اسباب حوادث السير وتعقيدات المرور يقف وراءها المواطن ذاته، فهناك من لا يلتزم بقواعد المرور بشكل علني ، وهناك من لا يلتزم بتعليمات الشواخص والاشارات الضوئية ، ولا يلتزم بالمسارات ، اضافة الى السرعة غير المبررة ، حتى ارى البعض يقود في شوارع فرعية عكس اتجاه السير ، واذا حاولت لفت نظره الى الخطا قد تواجه مشكلة اكبر.
واللافت أن معظم الحوادث المرورية سببها استخدام الهاتف اثناء القيادة ، مثل تلقي المكالمات والرد عليها ، أو قراءة الرسائل النصية على الهاتف الجوال ، وهذه العادة اصبحت ظاهرة في شوارع عمان ، وقد تكون السبب الاول في عرقلة السير ووقوع الحوادت المرورية ، ذلك يحدث علنا رغم التحذيرات الرسمية المتواصلة ، واعتقد أن ضحايا هذه الحوادث في تصاعد ملفت للنظر في كل انحاء المملكة.. في النهاية يجب أن لا ننسى ان قيادة السيارة فن وذوق وسلامة ، ويا هلا بالصيف وازماته..
(الرأي 2016-04-18)