تبادل السجناء بين السعودية والأردن قريباً ... - تفاصيل
المدينة نيوز :- طالَبَ سفير الاردن في السعودية "جمال الشمايلة"، إيران باحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وخاصة في اليمن والعراق وسوريا، والتهديد بها.
وأوضح في حواره مع "سبق" أن العلاقات السعودية الأردنية قائمة على الأخوة وحُسن الجوار، وأن الإسلام مستهدف ولا بد من محاربة المتطرفين والإرهابيين.
ولفت إلى أن ملف تبادل السجناء مع السعودية تعمل عليه الجهات المعنية في الدولتين لإقراره؛ مبيناً أن عدد السعوديين الموقوفين في السجون الأردنية بلغ 60 سجيناً.
وتالياً نص الحوار :
** تتميز العلاقات السعودية الأردنية بالانسجام والتعاون في مختلف المجالات؛ فكيف تنظرون لمستقبل هذه العلاقات؟
تتمتع الشقيقتان (المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية) بعلاقات ودية أخوية صهرتها الاهتمامات المشتركة، والمصالح المتبادلة وروابط دين وجوار، وأخوة وأمن واستقرار لا تتجزأ، وموروث تاريخي، ووحدة جغرافية وفكرية واجتماعية متميزة، وحافظت المملكتان عليها بالتواصل والتعاون والتنسيق المستمر، ومن خلال تبادل الخبرات والمنافع والاحترام المتبادل، والقرار مشترك بأن تكون كل منهما عمقاً استراتيجياً للأخرى، والتماثل في المواقف إزاء قضايا المنطقة، والتنسيق المستمر الثنائي والإقليمي والدولي؛ كل ذلك تم بفضل القيادات الحكيمة وبُعد النظر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله.
** بعد اختتام مناورات "رعد الشمال" أخيراً، كيف رأيتم التعاون العسكري بين الدول المشاركة وبين السعودية والأردن تحديداً؟
مناورات "رعد الشمال" هي الكبرى في تاريخ المنطقة من حيث عدد المشاركين والعتاد العسكري المستخدم الذي يشمل سلاح المدفعية والدبابات والمشاة، ومنظومات الدفاع الجوي، والقوات البحرية، في محاكاة لأعلى درجات التأهب القصوى للجيوش المشاركة، وشاركت في المناورات قوات عربية وإسلامية، وهي من: (سلطنة عمان، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، والبحرين، والسنغال، والسودان، والكويت والمالديف، والمغرب، وباكستان، وتشاد، وتونس، وجزر القمر، وجيبوتي، وماليزيا، ومصر، وموريتانيا، وموريشيوس)؛ في إشارة واضحة إلى مدى التعاون والتنسيق العسكري بين كل الدول ومن ضمنها الأردن، وبشكل لا يدع مجالاً للشك في أن هذه الدول ومن خلال هذا التحالف ستحارب الإرهاب أينما وُجد ودون تردد.
** ما هو الدور الذي تلعبة السعودية والأردن في مكافحة الإرهاب الدولي؟
الإرهاب الذي تعاني منه منطقتنا يشكّل تحدياً كبيراً للعالم؛ لقدرته على التغلغل في المجتمعات، واستغلال النزاعات الأمنية أو السياسية والتصدعات في الوحدة الوطنية للدول، وفي الأردن، وكما أكد كل من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- في أكثر من مناسبة، أن من واجبنا الديني والإنساني أن نتصدى بكل حزم وقوة لكل من يحاول إشعال الحروب الطائفية أو المذهبية، وتشويه صورة الإسلام والمسلمين؛ لذلك فإن الحرب على هذه التنظيمات الإرهابية هي حرب الإسلام المعتدل ضد الإسلام المتطرف، والذين أسماهم صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بـ"خوارج هذا العصر" وكل مَن يدعمهم أو يتبناهم، ونحن مستهدفون، ولا بد لنا من الدفاع عن أنفسنا وعن الإسلام، ومحاربة التطرف والإرهاب بمحاوره المختلفة؛ سواء كانت عسكرية أو أمنية أو أيدولوجية. وأؤكد من هنا على مصلحتنا الاستراتيجية الأساسية في ضرورة انتصار التحالف الدولي في سوريا والعراق؛ فالقضاء على عصابة "داعش" الإرهابية في هذين البلدين يتطلب تكاملاً في جهودنا؛ وهو الأمر الذي يمثل أولوية في منطقتنا.
** كيف يمكن التعامل سياسياً وعسكرياً مع التدخل الإيراني و"حزب الله"، والحوثيين في المنطقة؟
نرفض رفضاً تاماً التدخلات الإيرانية، وتدخلات "حزب الله" في الشؤون الداخلية لدول المنطقة؛ مؤكدين من هنا رفضنا الشديد للاعتداءات على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة "مشهد" الإيرانية، ونحمّل السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال؛ وذلك بموجب التزامها باتفاقيتيْ فيينا لعام 1961م وعام 1963م، ومقتضيات القانون الدولي، التي تفرض على الدول مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية، ونطالب إيران بالالتزام التام بالأسس والمبادئ والمرتكزات الأساسية المبنية على مبدأ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية؛ خاصة في اليمن والعراق وسوريا، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. ونعرب عن رفضنا لتصريحات بعض المسؤولين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد دول مجلس التعاون الخليجي والتدخل في شؤونها الداخلية.
** ماذا أوجدت عاصفة الحزم في الشرق الأوسط؟
لقد شكّلت "عاصفة الحزم" منعطفاً واضحاً في تعزيز مستويات "الاعتزاز الوطني" و"الاعتزاز القومي" أيضاً، وقد تجلى ذلك في حجم التأييد الشعبي المطلق من قِبَل السعوديين لعاصفة الحزم منذ لحظاتها الأولى، بجانب تأييد واسع لدى النخب العربية، وفئات عريضة جداً من الشعب العربي؛ بل تعدى ذلك إلى شعوب مسلمة كالأتراك، والباكستانيين والماليزيين.
وقد حَظِيَت بمشاركة مشرّفة من عدد من الأقطار الخليجية والعربية والإسلامية، ودعم عربي وإسلامي ودولي كبير. وفي مثل هذه الأيام الصعبة جاءت "عاصفة الحزم" "بقيادة سعودية قوية"، وترتيبات جديدة "لسياسة خارجية متوازنة"، تعيد اللحمة الواجبة على المستويات القومية والإسلامية، وتعيد في الوقت ذاته ترتيب الأولويات والغايات المستهدفة؛ مما خلق شعوراً عميقاً بأنها ليست فقط "حرباً أخلاقية" و"حرباً عادلة"؛ بل "حرب واجبة" بامتياز؛ وبخاصة أنها انطلقت من دولة بحجم المملكة العربية السعودية؛ لتخفف من الشعور العربي بالقلق تجاه تحركات "إيران" وتدخلاتها التي تعكس أطماعهم التوسعية في دولنا العربية، والتي أشار لها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين -حفظه الله- بما يسمى بـ"الهلال الشيعي" من قبل.
** هل تم تفعيل ملف تبادل السجناء السعوديين والأردنيين؟ وما هي أعدادهم؟ وهل هنالك مطلوبون في قضايا إرهابية؟
أود التأكيد على أنه لا يوجد بين السجناء الأردنيين داخل المملكة العربية السعودية سجناء سياسيون إطلاقاً، كما لا يوجد بينهم نساء؛ أما عدد الأردنيين الموقوفين في السعودية؛ فلا يتجاوز 250 موقوفاً مقابل 60 موقوفاً سعودياً في المملكة الأردنية الهاشمية؛ علماً بأن بعض الموقوفين في كلا البلدين لم تصدر بحقهم أحكام؛ إذ لا تزال قضاياهم منظورة أمام السلطات القضائية، وتبلغ نسبة المحكومين من بين كل الموقوفين ما يقارب 80%.
وتأتي اتفاقية الرياض، التي تم تفعيلها وتعمل الجهات المعنية حالياً على إقرار آلية التبادل وأسماء الأشخاص الذين سيتم تبادلهم في أول عملية ستتم في القريب العاجل بإذن الله، والتي تهدف إلى نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بين الأردن والسعودية؛ في إطار تعزيز هذا التعاون من جهة، ولغايات تحقيق أهداف نبيلة وإنسانية؛ بحيث يتمكن المحكومون من مواطني البلدين من قضاء ما تبقى من مدة محكوميتهم في بلدانهم؛ وبالتالي يتمكن ذووهم من زيارتهم ومشاهدتهم دون تحمل أعباء السفر.
** ما حقيقة ما أُشيع عن رفض الجهات التعليمية الأردنية الاعتراف بالشهادات الدراسية الصادرة من السعودية؟
الجهات الرسمية التعليمية الأردنية تُعامل الطلبة السعوديين معاملة مماثلة للطلبة الأردنيين دون أي تمييز، ولا صحة للشائعات التي تُنادي بعدم الاعتراف بالشهادات الدراسية السعودية مطلقاً، وكل ما في الأمر أن الوزارة المعنية في الأردن اشترطت على الطلبة الدارسين خارج المملكة الأردنية الهاشمية -وفي المملكة العربية السعودية تحديداً- ولغايات قبولهم، حصولَهم على شهادة تُثبت اجتيازهم للامتحان "التحصيلي" ولامتحان "القدرات العامة" اللذيْن يشرف عليهما المركز الوطني السعودي للقياس والتقويم في التعليم العالي السعودي؛ كشرط أساسي لغايات القبول الجامعي؛ الأمر الذي ينطبق أيضاً على الطلبة السعوديين الراغبين في الالتحاق بالجامعات الأردنية؛ مما يقلق أولياء الأمور؛ وهو رغبتهم في الحصول على هذه الشهادة موثقة أصولاً من الجهات السعودية ومن السفارة، وهو الأمر الذي قمنا ببحثه مع الجهات السعودية وتجري حالياً دراسة الآلية المناسبة للتوثيق بالصورة المطلوبة من أولياء الأمور للطلبة الأردنيين الدارسين في المملكة العربية السعودية، ولا نزال في انتظار رد الجهات الرسمية السعودية على ذلك.
** تزايدت في الفترة الأخيرة الاعتداءات على السعوديين في الأردن؛ فهل هي مجرد قضايا فردية أم حالات متعمدة يقف خلفها عصابات دولية ترغب في خلق التوتر بين البلدين؟
تردد الحديث حول هذا الموضوع من خلال بعض وسائل الإعلام؛ علماً بأن سفارة المملكة العربية السعودية في عمان أعلنت منذ فترة عن عدم صحة ما تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي من معلومات مغلوطة وعارية عن الصحة، بشأن تحذيرات أطلقتها السفارة لمواطنيها المقيمين والزائرين للأردن بوجود أحداث ادّعت هذه المصادر المشبوهة حدوثها، والسفارة السعودية نفت في بيان صادر لها مثل هذه التحذيرات، وأكدت أن المواطنين السعوديين ينعمون بالأمن والأمان وحُسن الضيافة في بلدنا الحبيب الأردن، وإن وجد هنالك حالات مشابهة؛ فهي حالات فردية لا يُقاس عليها، أو تشير لوجود تقصّد لإخواننا السعوديين داخل الأردن لا سمح الله.
** أين وصلت فكرة مشروع ربط السكك الحديدية بين البلدين؟
يتم العمل على هذه الفكرة من خلال اللجنة الاقتصادية السعودية المشتركة، والعمل لا يزال جارياً حتى اللحظة ومن خلال اللجان الفنية المختصة من كلا الجانبين.
**ماذا حل بانضمام الأردن والمغرب لدول مجلس التعاون الخليجي؟
لقد حرص الأردن على الدوام على تعزيز وتوثيق عرى التعاون الأردني- الخليجي، والعمل على تحقيق شراكة استراتيجية مميزة بين الجانبين، ولتحقيق هذا الهدف الغالي فقد عقدت لجان العمل المشتركة بين الجانبين اجتماعاتها لبحث أسس وترتيبات مختلف أوجه ومجالات التعاون من اقتصادية وتعليمية وثقافية وإعلامية وغيرها، وقد جاءت هذه الاجتماعات والطريقة الجدية والعملية التي سادت مباحثاتها؛ لتعكس حرص دولنا المؤكد على تعزيز أواصر التعاون والعمل المشترك وفي إطار الأخوة التي تجمعنا.
** كم يبلغ عدد اللاجئين السوريين الفعلي في الأردن؛ خصوصاً وأنها تحتضن أكبر المخيمات المُعَدّة لهم؟
يوجد في الأردن (6) مخيمات لاستضافة أشقائنا اللاجئين السورين وهي: (مخيم الزعتري، ومخيم مريجيب الفهود المعروف بـ"الإماراتي"، وإسكان النداف "السايبر سيتي" في الرمثا، ومنشية العليان في المفرق المخصص للمنشقين العسكرين السوريين، ومخيم الأزرق). ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين الموجودين داخل أراضي المملكة الأردنية الهاشمية في المخيمات المخصصة لهم وخارجها حوالى 1.3 مليون لاجئ سوري، تُقَدّم لهم أفضل الخدمات بما يتناسب مع أوضاعهم الإنسانية وإمكانيات الأردن.