تأبيد الجولان !!
ليس جديدا او طارئا ما أعلنه نتنياهو مؤخرا عن تأبيد الجولان، لكن النّبرة هي التي اختلفت وعلت، ولذلك اسباب لا يجهلها الا من قرر ان يعصب عينيه ويرى ما يريد رؤيته في داخله فقط، فقد حاولت اسرائيل تحويل الضارة العربية الى نافعة لها في كل المراحل وأقرب مثال هو تحويلها خريف العرب الى ربيع لها بحيث تبرطع في افريقيا وآسيا والى حد ما في امريكا اللاتينية مستثمرة غياب العرب وانهماكهم في أكل لحوم بعضهم . التأبيد هو توأم التهويد في المعجم العبري، لكن التاريخ لم يخضع ذات يوم للأسطورة، ولم يكن مجراه قابلا للتدجين على الطريقة التي تحلم بها الدولة العبرية، وحين يقول نتنياهو» ان القدس يهودية الى الابد او الجولان من الجغرافيا الاسرائيلية الى الابد» فهو ضحية وهْمٍ ميثولوجي لا يتورط به الا من لم يقرأ التاريخ او من قرأ منه ما يريد فقط ! فهل يملك نتنياهو بوليصة تأمين سياسية تضمن له بقاء العالم على ما هو عليه من الاختلال؟! انه على ما يبدو لا يعرف ان هناك حضارات سادت ثم بادت وامبراطوريات لم يبق منها غير الأطلال وما ينعق فوقها من الغربان. الاعلان بهذه الوقاحة وليس الصراحة فقط عن تأبيد الاحتلال يفتضح ذهنية سياسية تخشى المستقبل وترى فيه كمينا وليس حليفا، وما من أحد -مهما استبد به العُصاب- يتحدث عن المستقبل كما لو انه عائد منه للتو !! لكن احوال العرب بما آلت اليه من تآكل وانتحار قومي تغري حتى بغاث الطير بأن تستنسر، ومن حق عدوهم ان يقول بأنه محظوظ بهم؛ لأنهم اصبحوا ينوبون عنه وعن أنيابه في نهش لحومهم وتمزيق اوطانهم وتحويل هويتهم الى كسور عشرية !!
(الدستور 2016-04-24)