السعودية الجديدة

واضح جدا ان المملكة العربية السعودية تتجه نحو شكل جديد لم نعهده عنها، فبعيد تولى الملك سلمان للحكم هناك ظهرت ارادة جديدة تتجه نحو مقاربات مختلفة.

هذه الخطوة كانت منتظرة عقب الازمة المالية العالمية 2008، لكن الحكم في حينه، تردد واغرته اسعار النفط المرتفعة، فقرر الحفاظ على سكونه واستراتيجياته القديمة.

لكن في السنوات الاخيرة تغيرت الظروف الاقليمية والمعطيات العالمية بشكل اشعر الرياض بخطر الوجودية والكيانية، وهو ما تعهده سابقا.

تراجعت اميركا للخلف، واقتربت من التخلي النسبي عن حلفائها، وصعد نجم ايران بعد اتفاقها مع المجتع الدولي على تسوية لمشرعها النووي.

هنا اختنقت السعودية داخل الكثير من الخطوط الحمراء، وقررت ان تتغير وتبادر بمراجعة استراتيجياتها، فدخلت حرب اليمن، وبدأت بصناعة هوامش المسافات مع واشنطن.

السعودية في هذه الايام تفكر بطريقة مختلفة، واقتنعت اخيرا ان سلعة النفط وحدها لا تكفي، فقررت ان تغادر مربع الريعية الى مساحات من «تنويع الخيارات»

الرياض تتحرك باتجاهين؛ الاول سياسي تحالفي يحاول ان يمركز الرياض كقوة في المنطقة، ويحاول ان يصنع مشروعا قادرا على مواجهة ايران وتهديداتها.

في المقابل، هناك في العقلية السعودية الجديدة افكار اقتصادية خلاقة، تحاول من خلالها ان ترسم مستقبل مختلف لسعودية 2030 تقوم على تعدد الموارد والخيارات.

اردنيا علينا فهم التطور السعودي بدقة، ولعل تغريدة الملك التي امتدحت مشروع محمد بن سمان، وزيارته الرياض، تصب في هذا الاطار وترمي لمزيد من المكتسبات مع «السعودية الجديدة».

(السبيل 2016-04-28)