الفساد: واقع أم انطباع؟

تم نشره الأربعاء 11 أيّار / مايو 2016 01:37 صباحاً
الفساد: واقع أم انطباع؟
د. فهد الفانك

وجد استطلاع الرأي أن 75% من المواطنين يعتقدون أن الفساد في ازدياد ، وأن 4% دفعوا رشوة (إكرامية) لإنجاز معاملاتهم بسرعة ، هل هذا معقول؟.

تقيس استطلاعات الرأي الاتجاه العام نحو قضايا محددة أو مدى شعبية مرشحين معينين. وفي معظم الحالات تأتي النتيجة صحيحة أو قريبة من الصحة ، مع هامش خطأ يتناسب عكسياً مع حجم العينة.

لكن الاستطلاعات تفشل في حالات كثيرة في قياس الرأي العام فتأتي النتائج الفعلية مخالفة لما توقعته استطلاعات الرأي كفوز أوباما في انتخابات الرئاسة عام 2008 بالرغم من ترجيح الاستطلاعات لسقوطه.

الإحصاء والعينات العشوائية علم يجب أن يعطي نتائج دقيقة أو قريبة من الدقة ، والعيب يكمن في الأشخاص الذين يدلون بآرائهم ، ليس فقط لأن المواطن يدلي بانطباعات وليست معلومات أو حقائق ، بل أيضاً لأنه يحاول تقديم الجواب النموذجي بصرف النظر عن تجربته وقناعاته الشخصية.

قد تكون تكاليف المعيشة في حالة انخفاض كما كان الحال في العام الماضي بسبب انخفاض أسعار المحروقات ، ولكن إذا سألنا مواطناً عن رأيه في الأسعار فإنه بالتأكيد سيعطي الإجابة المتوقعة وهي ان الأسعار عالية جداً وأنها ترتفع يوماً بعد آخر.

في هذا المجال لم يكن غريباً أن يجيب 75% من المواطنين بأن الفساد في ازدياد ، الغريب أن بيننا 25% لديهم الجرأة الكافية للشهادة بنزاهة الحالة العامة!.

تحت هذا الباب يجزم رئيس الوزراء أنه لم تحدث قضية فساد واحدة خلال السنوات الأربع الماضية ، وتحدى من يسمي قضية فساد وصل علمها إلى الرئاسة ولم تحول إلى القضاء. لم يتصد أحد للرد بتسمية قضايا فساد وقعت خلال السنوات القليلة الماضية ، ربما لعدم وجود مثل هذه القضايا كما يقول الرئيس.

استطلاعات الرأي تقيس الانطباعات الشـعبية وتقبل الإجابات النموذجية ، ولكنها قد تبتعد عن الحقائق ، فلا يعتمد عليها.

من الإجابات النموذجية أن البيروقراطية الاردنية تهرب المستثمرين ، وأن الفساد مستشري ، وأن الطبقة الوسطى ذابت ، وأن دخل المواطن لا يكفي لسد حاجاته الأساسية ، وان الحرية مفقودة ، وأنه لا وظيفة بدون واسطة ، وأن معظم ما يحدث في المنطقة هو نتيجة مؤامرة إسرائيلية وأميركية وهكذا.

بالنتيجة فإن استطلاعاً للرأي كهذا لا يعتمد عليه ، ولا يغير الحقيقة الناصعة وهي أن الموظف الأردني كان وما زال أفضل وأنزه وأكفأ موظف في المنطقة.

(الرأي 2016-05-11)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات