الثورة العربية الكبرى سعت لإنقاذ الامة من حالة الضياع والتفتت
المدينة نيوز- ناقشت ندوة نظمها المعهد الدبلوماسي الاردني في مقره امس الاربعاء بمناسبة الذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى دورها الكبير الذي سعى لإنقاذ الامة من حالة الضياع والتفتت والحفاظ على الكيان العربي وحدة واحدة وتعزيز مبدأ الموأخاة والمصير المشترك بين الاسلام والقومية العربية بمختلف اطيافها ومكوناتها وفق رؤى حداثية مدنية جامعة حملها شعار الثورة " وحدة، حرية، حياة فضلى".
وقالت الدكتورة نجوى الشوبكي خلال الندوة، إن المتتبع لفكر الثورة العربية بموضوعية يتضح له جليا ان مبادئها ليست الا منهجية متميزة ومتجددة للتخلص من الاستعباد والاستضعاف وتأسيس قوة انسانية متجددة تتصف بمواطنة حرة عادلة ومتساوية قادرة على ردع الفساد وتدمير الطغيان ووقف الارهاب واقامة العدل وتعزيز الحرية والوحدة الانسانية بين المجتمعات.
واضافت ان الاردن يعتبر امتدادا لرسالة الثورة العربية بكل مفاهيمها واهدافها حيث شكلت مبادئها احد ابرز مقومات الدولة الاردنية وقيمها حيث لازال حتى اليوم الاكثر عروبية في نزعته والاكثر اشتباكا مع قضايا امته من المحيط الى الخليج، وهو ما يعكسه النهج الذي اختطه الهاشميون في ادارتهم للدولة والذي توارثوه جيلا بعد جيل ويواصله عميد آل هاشم جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يحمل هموم الامة ويدافع عن قضاياها في مختلف المحافل الدولية.
واكدت مديرة المعهد الدبلوماسي الاردني السفيرة لينا عرفات أن الثورة العربية الكبرى ما هي الا انتصار للقيم السمحة التي جاء بها ديننا الحنيف في التسامح ونبذ التعصب والفرقة وتقبل الآخر، فهيَ جزء من رسالة الاردن الحضارية في العطاء والبذل والتضحية، مضيفة ان الاردنيين يستندون بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الى قواعد راسخة في الاصلاح والعدالة والعيش المشترك والتفاهم وتكاتف الشعب خلف قيادتهم، حيث يجدد الاردنيون ذلك في كل محطة من عمر دولتهم.
وقالت إن الاردن يثبت بقيادته وشعبه، وعيا وحكمة وحنكة ودبلوماسية عظيمة وواسعة رغم ما يحيط به من ازمات وما يواجهه من تحديات، اذ استطاع ان يحول هذه التحديات الى فرص ويسعى الى اقتناص المتاح منها ليقدم ويثبت نفسه في منطقة لا تهدأ ازماتها.
وقال الوزير الاسبق الدكتور صالح ارشيدات إن الاردن سيبقى عرين الهاشميين وحاضن الثورة العربية الكبرى ووريثها الشرعي وحامل رسالتها النهضوية والانسانية التي ادت الى التحرر والاستقلال من النير العثماني الطويل الذي جثم على صدر العرب لمئات السنين، مبينا ان الثورة العربية الكبرى نجحت نتيجة التعاون العربي العربي بقيادة الهاشميين حيث اثبتت الشعوب العربية وخصوصا الشعب الفلسطيني من خلال مقاومته للمشروع الصهيوني أنها شعوب حية وقادرة على التضحية بالأرواح والتعاون مع كل القوى التحررية في العالم بما فيها القوى الوطنية العثمانية التي عانت وتأذت من التسلط والاضطهاد العثماني.
واكد ان الاردن يطل كحاضنة شرعية للثورة العربية الكبرى حيث يفتح اراضيه لكل العرب في اي وقت عصيب كما اثبت دائما خلال كل الحروب العربية الاسرائيلية وحروب الخليج السابقة والحالية رغم امكاناته المتواضعة وصعوبة وضعه الاقتصادي، فهو صاحب مشروع النهضة العربية وهو قائدها، مشيرا الى ان الاردن يقوم بدور مرن في امكانية المبادرة الى الدعوة للم الشمل العربي والبحث عن نواة عربية مع المملكة العربية السعودية ومصر والمغرب العربي الى حين تتعافى باقي الدول العربية التي اهلكها الاقتتال الداخلي.
وقال الوزير الاسبق الدكتور كامل ابو جابر انه منذ انهيار الدولة العثمانية كان من حسن حظ الدولة الأردنية أن جمع ملكها المؤسس عبد الله الأول في شخصه ما بين الأصالة والحداثة حيث عايش التراث الإسلامي العثماني في مقتبل حياته وأخذ بتعقل واعتدال بضرورة التكيف مع متطلبات العصر وهكذا أسس النظام الأردني المرتكز إلى أصوله الإسلامية الحقيقية من جهة والنظام المنفتح والجامع ما بين الديمقراطية والشورى من جهة أخرى، مضيفا ان هناك ثلاثة امور كانت ومازالت الى الان اثارها موجودة على منطقة الهلال الخصيب وتتحكم بسياسته وهي نقض الغرب لتعهداته للثورة العربية الكبرى وتعامله مع العرب بما يخدم مصالحه الشخصية وظهور وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو، مشيرا الى ان الأردن انتهج النظام الوسطي المعتدل في سياساته الداخلية والخارجية ودون اللجوء إلى العنف وبحيث انتقل أهله من حال البداوة التي كانت حالهم في عشرينات القرن الماضي إلى ما هم فيه من تقدم اليوم.