معركة الفلوجة

انا متأكد ان تنظيم الدولة «داعش» لن يرمي بثقله في معركة الفلوجة، فالاستراتيجية التي اعتدنا عليها تقول إنهم يدخرون كل الامكانات لمعركة الموصل والرقة.

على الجهة المقابلة تحشد بغداد لهذه المعركة كل امكاناتها العسكرية والدعائية، فاللغة التي نسمعها استعلائية واضحة، ولعل السبب يكمن في معرفتهم ان المعركة ستكون شكلية.

ما يزعجني ويقلقني ذاك الخطاب الطائفي التحريضي تجاه المدينة، فالحشد الشعبي يشعرنا بمقولاته انه يصنف المدينة ككتلة صماء يجب الفتك بها.

ايران بدورها حاضرة في المعركة، وهذا ليس بالجديد، لكنه يشكل قيمة مضافة لمعاني القلق التي نعيشها على ابناء المدينة.

فحين تنشر صفحة مليشيا “حركة النجباء” على “فيسبوك” صورا لقائد فيلق القدس الإيراني وهو يناقش معركة الفلوجة داخل غرفة عملياتها العسكرية، وفي مجلسه قائد مليشيا بدر العراقية هادي العامري ونائب رئيس مليشيات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وعدد من قادة المليشيات العراقية، فلك ان تتخيل مشهد «قتل المدينة القادم».

ولك ان تتصور حجم الحقد والنقمة التي ستكون حين تسمع وصف قائد سراي أبو الفضل العباس للفلوجة بأنها “ورم سرطاني في جسد العراق يجب استئصاله”، اثناء حديثه إلى مسلحي الميليشيات خلال شريط تم تسريبه.

ما سيجري من قتل وعقاب واستهداف طائفي يؤكد ان حكومة العبادي وواشنطن تسيران في العراق بغير اهتداء لمشروع سياسي مما يفاقم الازمة ويؤكد كل الشروط والظروف التي جعلت السنة يتمسكون بداعش.

اتمنى ان يحاول الاردن ردع هذه اللغة المجرمة التي نسمعها، فمصلحتنا الحيوية العليا تتنافى مع مجازر قد ترتكب في الفلوجة وهذا امر لا بد من فهمه والتصرف خلاله.

(السبيل 2016-05-25)