رسائل اعادها سُعاة البريد !

تم نشره الثلاثاء 31st أيّار / مايو 2016 01:01 صباحاً
رسائل اعادها سُعاة البريد !
خيري منصور

قد يتبادر الى الذهن عند قراءة هذا العنوان ذلك البوستر الذي رسمه فنان اوروبي ونال به جائزة دولية عن اللاجىء الفلسطيني وهو غلاف رسالة كُتب عليها يُعاد الى المرسل لأنها بلا عنوان ! لكن ما اعنيه بالرسالة التي اعادها ساعي البريد هو شيء آخر تماما، انه احيانا المقالة او الكتاب او القصيدة في مجتمعات قررت ان تقلع عن عادة القراءة، لأنها مضيعة للوقت والجهد والمال ايضا ولا طائل من ورائها، وفي مثل هذه المجتمعات يعيد سعاة البريد الرسائل كلها الى مرسليها مما يضطرهم الى ان يكتبوا لأنفسهم تماما كتلك الأرملة التي رفضت التصديق بأن زوجها قد رحل عن هذا العالم وواصلت كتابة الرسائل اليه لكنها اغلقت الأبواب في وجوه سعاة البريد جميعا ! ولم يسبق ان كان للجهل او بمعنى ادق التجهيل المُمنهج سدنة واخصائيين وخبراء في فقه الأمية على اختلاف فروعها وتجلياتها ! وحتى وقت قريب كان الجاهل يشعر بالخجل وقد يعتذر ويلوذ بالصمت لعلّ الاصغاء يضيف اليه شيئا مما لا يعرف، لكن الحداثة على ما يبدو شملت الجهل برعايتها وطورت ادواته ودفاعاته واخيرا وقاحته، فالشجاعة مفردة لا تليق بالجهل لأنها تقترن بأهل الرأي والمعرفة . لكن هل غاب المرسل اليه عن هذا العالم بحيث تُعاد الرسائل التي تكتب له الى اصحابها . بالتأكيد لا، وفي هذا التعميم اجحاف ونكران لمن يستحقون ان لا تنقطع الرسائل اليهم يوما واحدا، لكنهم يعانون من الاغتراب ذاته الذي يعاني منه من يكتبون الرسائل، فهم اقلية الاقليات كلها، ولا حول لهم ولا قوة، ويدركون بأن الحكاية عن الحرباء التي تنفخ في النار والضفدع التي تحاول اطفاءها رمزية بامتياز وانها مجرد إنصاف للنوايا بمعزل عن التأثير . لكن عزاء من يكتبون الرسائل التي تُعاد اليهم هو ان القلة التي يتوجهون اليها لا تُقاس بالامتار والاميال ولا توزن بالارطال والاطنان، انها الخميرة التي بدونها يبقى كل شيء فجا ولا معنى !!

(الدستور 2016-05-31)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات