رؤية هلال رمضان تشيع فرح وبهجة الامة
المدينة نيوز :- يبتهج المسلمون برؤية هلال شهر رمضان ايذاناً ببدء فريضة الصوم، في شهر يجتهد الناس فيه بالطاعات والتقرب الى الله وفعل الخيرات وصلة الأرحام.
وتقول السبعينية آمنة الملاح "كنا ننتظر رمضان بشغف كبير، فتجد الصغار والكبار يخرجون الى الساحات في مدينة اربد، لرؤية الهلال أو سماع أصوات المآذن أو المدفع الرمضاني الذي يعلن عن بدء شهر رمضان الفضيل".
وتستذكر الملاح الأجواء والاستعدادات لرؤية هلال شهر رمضان، فتجد إمام المسجد في كل حارة يستعين بالشباب، وأحيانا بالنساء لتنظيف المسجد، الكل يتطوع ليكون المسجد بأجمل حلة، حيث يتزايد المصلون لأداء صلاة التراويح.
ويستذكر السبعيني الدكتور أمين ابو ليل الابتهاجات التي كانت تسود القرى والمدن الفلسطينية والمجاورة للمسجد الأقصى عند رؤية هلال رمضان والايام التي كانت تسبق حلوله في ستينيات القرن الماضي، عندما كان الناس يقومون بتنظيف المساجد حيث كانت تغطى ارضيتها بـ "الحُصر" ويقومون بإضاءتها بالفوانيس.
ويقول إن الابتهاجات كانت تعبّر عن حقيقة الفرح بالشهر المبارك وسمو وصفاء الروح وابتعاد النفس عن الأهواء تقرباً الى الله، اضافة الى التقرب في العلاقات بين الناس الذين كانوا لا يجدون من الطعام وأنواعه الا البسيط، والقليل عند الافطار والسحور حيث كان طعام الافطار القمح المجروش.
ويضيف، كانت البساطة في الحياة المعيشية والمحبة والتواصل الاجتماعي تقوم على الفطرة بعيدا عن الضغائن أو الحسد والنزاعات، التي تحدث للأسف في ايامنا هذه، فقد كان الناس في رمضان في ذاك الزمان (خمسينيات القرن الماضي وما قبلها) أكثر التزاماً في تأدية مناسك الشهر.
ويتابع، ان رؤية "الهلال" كانت بالنسبة لنا في القرى والمدن الاردنية والفلسطينية تعتمد على رؤية الاشقاء المصريين في بلدهم، بحكم انهم كانوا يملكون مراصد فلكية لم تتوفر لدينا، وان كانت مراصد بسيطة، وكنا نتلقى خبر بدء رمضان عبر اذاعة "صوت العرب".
ويقول الشيخ عبدالقادر الساحوري إمام وخطيب جامع ابو قورة في عمان، إن رؤية هلال شهر رمضان رؤية شرعية بينتها آيات عديدة واحاديث نبوية شريفة حيث يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة "يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج".
وتؤكد الآيات الكريمة أن رؤية الهلال وجوب شرعي، ولا يجوز احتساب الشهر الفضيل حساباً فلكياً، بل برؤية العين المجردة، ولا بد أيضاً من توفر الشهود، لذلك يلجأ العالم الاسلامي ومنه الأردن إلى فتح المحاكم الشرعية، مشيرا الى ان قدسية تحري رؤية هلال رمضان تتجلى بقول رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته".
ويوضح انه لتغير الظروف البيئية والجغرافية وما يسود المناطق والسماء من أحوال الكون المناخية أصبحنا نستعين بالمراصد الفلكية، مشيراً الى أن المسلمين في مختلف مناطقهم في القرون السابقة، كانوا يراقبون الهلال من مناطق مرتفعة فيما كانت الأجواء في الصحراء صافية، ورؤية الهلال بُعيد الغروب ليست كالأجواء التي يعيشها العالم الاسلامي في عصرنا الحاضر حيث التلوث البيئي.
ويبين الساحوري أن الحساب الفلكي عادة ما يعتمد على توّلد الهلال أو ما يسمى بالنقطة الحرجة (المحاق)، وهو الليل الذي لا يطلع فيه القمر وأن الحساب الفلكي أحياناً يخدم الرؤية الشرعية وأحياناً لا يخدمها وخصوصاً عند غروب الشمس.
ويشير الى خطوط الطول التي تحدد رؤية الهلال من دولة الى أُخرى من حيث موعد اليوم الاول من الصيام، حيث تعد دول الأردن والسعودية واليمن وتركيا والعراق ومصر وسورية ولبنان على خط واحد، ما يعني ان رؤية الهلال في أي بلد منها يمكن أن تأخذ به هذه الدول، لافتاً الى أن السعودية يمكن أن تكون مرجعية في هذا الشأن بحكم الموقع الجغرافي والمساحة الواسعة وكونها متوسطة في المنطقة.