نكسة «67».. الأمور أسوأ
بالامس مرت الذكرى التاسعة والأربعون لهزيمة «الخامس من حزيران» التي اصطلح على تسميتها «بالنكسة»؛ تمييزا عن «نكبة 1948»، وربما جاءت التسمية لرفع الحرج عن الجيوش العربية المنهزمة بسرعة ستة ايام.
كانت الهزيمة كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فقد تمخض عنها نهاية «حلم قومية ناصر»، وضاعت من خلالها الضفة الغربية والجولان وقطاع غزة وسيناء.
اجتمع العرب بعدها في الخرطوم واطلقوا «لاءاتهم الثلاثة» «لا صلح لا اعتراف ولا تفاوض»؛ في خطوة شكلت رد فعل على الهزيمة ومحاولة لامتصاص غضب الناس.
انكسرت شهامة العرب، ورغم كل المحاولات (معركة الكرامة، حرب الاستنزاف) لكن الحقيقة التي لا يمكن تغطيتها بغربال ان النكسة عمقت نكبة فلسطين وزادت من اختلال موازين القوى في معادلة الصراع.
اليوم بعد مرور 49 عاما على النكسة لا تبدو الامور افضل حالا، بل على العكس، تضاعفت هزيمة العرب، واستسلموا لمعطيات الانكسار ولم تعد مقاومتهم تذكر.
الرسمي العربي بعد كل هذه السنوات لم يقم بشيء يذكر لتدارك الهزيمة، لم يصنع تنمية وطنية اقتصادية حقيقية، ولم يجر مراجعة، فجل ما قام به كان يسير نحو المزيد من الامعان في الاستبداد، ونحر قدرات الشعوب.
نعم – للاسف – تطل علينا ذكرى حزيران التاسعة والاربعين دون «دمشق وبغداد وصنعاء والقاهرة وطرابلس وبيروت» فالظرف الذي تمر به الامة اسوأ من «ماهية النكسة» بحد ذاتها.
من هنا اقول ان المشهد الفلسطيني يعيش في ذكرى النكسة صعوبات داخلية واقليمية تجعل من «تدارك اثار النكسة» امراً مؤجلا الى أحايين مفتوحة للاسف.
(السبيل 2016-06-06)