وين راحت المصاري ؟

تم نشره الخميس 15 تمّوز / يوليو 2010 03:34 صباحاً
وين راحت المصاري ؟
د.فهد الفانك

المدينة نيوز - وين راحت المصاري؟ سؤال جميل وحساس أطلقه البعض وشاع استعماله. هذا السؤال اكتسب شعبية بسبب إيحاءاته الاتهامية. لكنه سؤال خاطئ بل معكوس ، فإذا كانت الحكومات تنفق أكثر من إيراداتها مما يسبب العجز فالسؤال ليس وين راحت المصاري بل من أين جاءت المصاري؟ وكيف تنفق الحكومات مالاً لا تملكه.

الجواب على السؤال الأول الذي طرحه البعض بسيط ، وهو أن الحكومة صرفت المصاري على رواتب الموظفين والمتقاعدين ، وعلى خدماتها الصحية والتعليمية ، وعلى الطرق والجسور والسدود ، وعلى دعم الخبز والغاز وصندوق المعونة الوطنية للتفاصيل يمكن الرجوع إلى جداول الموازنة التي تنشر شهراً بشهر وتوضح أين ذهبت المصاري ؟ .

أما الجواب على السؤال الثاني الذي طرحناه ، فهو أن المصاري جاءت من الديون ، فالحكومات تستدين لتصرف ، لأنها ترتب على نفسها التزامات تفوق إيراداتها ، على أمل أن ينعكس الوضع مستقبلاً ، فتتفوق الإيرادات على النفقات ، ويتم تسديد المديونية من فوائض الموازنة! وهو أمل في غير محله.

المشكلة الأولى إن تحقيق الموازنة للفوائض في المستقبل ليس وارداً ، ولا يقول به أو يتوقعه أحد ، والنتيجة أن الديون تتراكم ، وقد وصلت الآن إلى 60% من الناتج المحلي الإجمالي ، أو 200% من حجم الموازنة السنوية .

المشكلة الثانية أن هناك وعياً جديداً متزايداً لخطورة العجز في الموازنة الذي ُيغطى بالاستدانة. وإذا لم نتعظ بما جرى لنا في الماضي ، فلا أقل من أن نتعظ بما جرى ويجري لغيرنا هذه الأيام من أزمات وتهديد للاستقرار الاقتصادي في بلدان كنا نظن أنها متقدمة وغنية وديمقراطية ، ولكنها متساهلة مالياً.

الحكومة الآن واعية للمشكلة ولا تحاول التقليل من أهميتها وخطورتها ، وترى في الوعي الشعبي بهذا الاتجاه عاملاً يساعدها على العملية الإصلاحية ، ويخفف الضغط عليها عندما تتخذ إجراءات صعبة ، فالدواء المر مقبول إذا عرف المريض أن البديل أشد مرارة.

المشكلة الثالثة أننا عودنا شعبنا على التركيز على المطالب فالضغط مستمر على الحكومة ، وعندما يلتقي المسؤولون بالمواطنين فليس هناك سوى المطالب والوعود بتنفيذ الممكن منها دون أن يقول أحد من أين سوف تأتي المصاري. ( الراي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات