الاردن: طقوس وعادات وألفة مختلفة يحملها شهر رمضان المبارك

المدينة نيوز: – أيا كانت طقوس شهر رمضان المبارك التي تبدأ مع اول ايامه، ومهما اختلفت بين بلد وآخر، فإن هناك إجماعا على الاحتكام لأجواء هذا الشهر الفضيل وحرماته وما يحمل من معاني السماحة والالفة والتواصل.
ويجمع المسلمون المقيمون على أرض المملكة من مختلف الجنسيات، على ما يشيعه شهر رمضان من أجواء روحانية، تقوي أواصر المحبة بين أفراد المجتمع الواحد، وتجمع العائلة الكبيرة على مائدة واحدة.
وتقول دينا الشواقفة، ان الشهر الفضيل يجدد الحياة في العلاقات الاجتماعية حيث تكثر العادات المحببة التي ارتبطت به مثل الافطار الجماعي في بيت العائلة، مبينة أنها تعمل على اقامة وليمة افطار في اول أيام الشهر ويتناوب ابناؤها على اقامتها في بيت العائلة، مشيرة الى انها اعدت صالة خاصة لاستقبال ابنائها بشكل متواصل خلال الشهر المبارك للالتقاء جميعا على مائدة واحدة.
وبينت ان الامر لا يخلو من تحضير طبق لإهدائه للجيران؛ وهو ما يزيل الحواجز خاصة الاطباق الشعبية التي كانت تتصدر الموائد الرمضانية سابقا مثل "الجعاجيل" وهي مزيج من الطحين والبيض والبصل والبقدونس واللبن؛ والمكمورة وهي عبارة عن عجين ودجاج او لحم احمر مقطع شرائح ودقيق ابيض واسمر وبصل وزيت الزيتون وحبة البركة والسمسم، اضافة الى طبق اللزاقيات والمطابق.
وتقول فداء سورية ان اجمل ما كان يميز الشهر الفضيل في سوريا ان جميع افراد الاسرة ولاسيما الابناء المتزوجين وعائلاتهم يلتقون على مائدة الافطار في منزل العائلة دون توجيه الدعوة ليكون اليوم الثاني عند اكبر اولاد الاسرة ثم تستمر بين الابناء، اضافة الى تبادل اطباق الكبة والمقلوبة والششبرك والكبسة التي يشتهر بها اهل حمص، لافتة الى ان شهر رمضان يدفع الناس لتوثيق الصلات الاجتماعية.
وتضيف ان العائلات ما زالت تحافظ على الالتقاء بالأقارب والجيران ونتبادل مع اخواتنا الاردنيين هذه الطقوس وارساء جو من الود والالفة بيننا.
وابدت السورية سمر السمير، حزنها وافتقادها للشهر الفضيل في بلادها، لافتتة الى ان اكثر العوائل السورية تقضي الشهر، وهي تقاسي آلام الفراق والحنين والخوف على اخوتنا وابائنا البعيدين؛ رغم اننا نعيش بشكل جيد في الاردن ونقدر ما تقدمه الحكومة لنا من مشاعر الاخوة والكرم والتي لم تبخل علينا بتقديم الامان في وقت حاجتنا اليه.
ويقول التايلاندي انس، وهو طالب يدرس في جامعة آل البيت، ان شهر رمضان الفضيل والصيام يعتبر واحدا في مختلف بقاع الارض، وهو واجب على كل المسلمين، وفي تايلاند يحرصون على تعلم القرآن الكريم والاستزادة به واحياء لياليه بما تيسر من الطاعات والعبادات.
واشار انس الى انهم في بلادهم تضاء المساجد وتكلل بالزينة والانوار؛ ويحرصون على الاشتراك معا في تناول طعام الافطار، حيث يبدأ الافطار بالتمور واقامة صلاة المغرب وبعدها اتمام الافطار، واصفا مائدة الافطار بأنها تحتوي على صنف من الطعام مثل الارز والسمك وتناول الفواكه واحيانا حلوى "بولوي" وهو مكون من الطحين والحليب.
وقالت الماليزية ستي عائشة ردزوران، طالبة اصول الدين في جامعة آل البيت، ان من اجمل العادات في بلادهم اعداد الولائم الجماعية التي تشمل اسر العائلة والجيران لاستقبال الشهر الفضيل ويتخللها محاضرة من اهل العلم حول كيفية استقبال شهر رمضان المبارك وشعائره وعباداته.
ولفتت الى ان الطبق الرئيس لديهم هو الارز الى جانب نوع من اللحوم، ثم يتوجهون فيما بعد لأداء صلاة العشاء والتراويح وتكون عادة عشرين ركعة لتعقد فيما بعد مجالس العلم الشرعي وحلقات القرآن الكريم من قبل متخصصين بالشريعة الاسلامية، مبينة اننا نقيم نفس الطقوس هنا في المفرق بمشاركة ابناء الجالية الماليزية، واقامة مجالس العلم في مقر جمعية بيت بريسما الخاص بالطلبة الماليزيين واقامة عزائم مرة كل اسبوع في رمضان.
وتقول لمياء من مصر، اننا نستقبل شهر رمضان الكريم برفع الفوانيس على البيوت وتزيين الشوارع بمختلف اشكال الزينة، مشيرة الى ان شراب العرقسوس هو المشروب الشعبي لشهر رمضان المبارك لتميزه بإطفاء العطش في الصيف.
وأشارت الى ان لدينا عادات مشتركة من العزومات بين الاهل والاصدقاء واقامة صلاة التراويح جماعة واعداد الاطعمة المختلفة من الشوربة والطبق الرئيس من اللحوم البيضاء او الحمراء اضافة الى الحلويات من الكنافة والبقلاوة والقطايف.
ولفت مدير اوقاف محافظة المفرق الدكتور احمد حراحشة الى ان شهر رمضان المبارك هو فرصة لبناء الذات، عبر وضع اهداف نسعى لتحقيقها منها المحافظة على صلاة الجماعة حتى بعد الشهر الفضيل، وختم القرآن الكريم، وتغيير العادات السلبية وزرع العادات الايجابية والتشارك والتعاون بين ابناء الامة الاسلامية الواحدة وارساء المودة والرحمة والالفة في المجتمعات.
(بترا)