استقرار امتحان التوجيهي
في الجزائر، حجبت مواقع التواصل الاجتماعي كمحاولة للاستدراك على ظاهرة تهريب اسئلة البكالوريا، وفي تصريح اشكالي لوزير التربية هناك قال فيه ان «تهريب الاسئلة» امر يمس الامن الوطني.
اما في المغرب ومصر، فثمة ضجيج كبير حول تسريب اسئلة الثانوية العامة، وهناك مطالبات بإقالة الوزراء المعنيين وتدخل الامن لضبط الامتحان.
هذه الاجواء تذكرنا بمرحلة «ما قبل الذنيبات» التي انتفشت ايامها مفاهيم تسريب الاسئلة، وانتشر الغش في الثانوية العامة الى مرحلة من اللامعقول.
اليوم امورنا افضل، فبينما يعاني الاشقاء من اشكالات الامتحان، نعيش نحن امتحاننا بهدوء واستقرار غير مسبوق منذ سنوات عدة.
لا يمكننا ان ننكر ان وزير التربية والتعليم الحالي الدكتور محمد الذنيبات كانت له اليد الطولى في تغير معادلة فوضى الامتحان الى ما وصلنا له اليوم.
تردد وزراء كثيرون في فترة التسريب، واستسلموا لمافيات الانتهازية التي كانت تعبث بالامتحان، لكن قدوم الذنيبات اوقف كل ذلك، وأعاد الهيبة للامتحان.
بإمكاننا ان نعترف اليوم ان الامتحان تجاوز مرحلة احتمالات العودة للتسيب «طار شره»، فقد تمت مأسسته على قواعد واجراءات يمكن ان تحافظ على نفسها وتحافظ على الامتحان.
حالات الغش التي نسمع عنها في امتحان هذه السنة تكاد تكون محصورة جدا، وقصة التسريب باتت من الماضي، وحتى جدلية اخطاء الامتحان وصعوبة الاسئلة كلها اضحت تحت السيطرة.
للامانة، التوجيهي في هذا العام يعيش استقرارا كبيرا، ولم يعد مثلبة في نظامنا التعليمي، ولعل الفرصة اقتربت للتفكير بتطويره، فهيبته عادت، وحان وقت التقدم للامام.
(السبيل 2016-06-21)