رغم قرار منعها المفرقعات بين يدي الأطفال
المدينة نيوز:- رغم الإجراءات الأمنية التي اتخذت للحد من انتشار الألعاب النارية والمفرقعات وبخاصة خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام ، الا أنها ما تزال تنتشر بين مختلف المناطق وتشكل هاجسا للكثيرين نظرا لتوفرها ورخص ثمنها وسهولة ابتياعها واستخدامها.
ففي الوقت الذي قال فيه مواطنون لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) إن العام الحالي شهد انخفاضا ملحوظا بانتشار المفرقعات التي كانت تزعج صغيرهم وكبيرهم على حد سواء، اشتكت نسوة من قيام أطفال بإلقاء مفرقعات داخل مصليات النساء الملحقة بالمساجد في مناطق من المملكة، الامر الذي تسبب بالذعر والهلع للعديد منهن .
ولم يلحظ الشاب راشد، أي تغيير، فيما يتعلق ببيع المفرقعات،"وان من يتتبع أماكن بيعها يعثر عليها بسهولة وبأثمان رخيصة تتراوح بين خمسة قروش ونصف دينار للحبة الواحدة "حسب قوله .
ويؤكد أن هناك بقالات عديدة ومعروفة للجميع في مناطق عمان الغربية، وخاصة تلك التي تكون بالقرب من المساجد، تبيع هذه المفرقعات، لافتا الى بعض أنواعها التي تكون إما على شكل ربطة صغيرة تحوي عشرات الحبات التي تشبه الكبسولة تباع بسعر خمسة قروش للحبة الواحدة ، إذ يتم اشعال فتيلها لتحترق بشكل كامل محدثة اصواتا عالية على شكل "صليات" ، ومنها على شكل مثلث يتراوح سعره من 25 – 35 قرشا ، عند اشعال فتيله يصدر صوت انفجار ضخم .
ويشير إلى نوع يسمى بالقنبلة يتراوح سعره ما بين ( 35 – 50 قرشا )، ويكون على شكل اسطوانة صغيرة ، وعند اشعال فتيله تدور الاسطوانة حول نفسها محدثة الوانا فسفورية لعدة ثوان ، ثم تطير في الجو إلى مسافة تصل الى أربعة امتار محدثة صوت انفجار ضخم .
وهناك أيضا نوع يسمى "الصاروخ" ويباع بعشرة قروش، وهو عبارة عن عصا يعلوها مجسما صغيرا لصاروخ عند اشعال فتيلها تطير على ارتفاع خمسة امتار وتصدر صوت انفجار صغير .
والنوع الاكثر تداولا وفقا لراشد، فهو" الفتاشة" التي تشبه الاسطوانة الصغيرة والمعروفة بلونها الاخضر وتباع الواحدة منها بعشرة قروش، والعلبة الكاملة بدينارين في مناطق عمان الغربية ، ونصف دينار في وسط البلد ، وتتميز بوجود شاحط خشن على جانب الباكيت لتسهيل عملية الاشتعال دون الحاجة إلى كبريت .
ويشير الى ان جميع الأنواع تباع في البقالات الصغيرة بأسعار زهيدة للأطفال، وتشعل السماء طيلة فترة الليل الممتدة من الافطار وحتى السحور .
نائل الاسمر ( 29 عاما )، فقد اصبعين من يده اليمنى العام الماضي خلال محاولته اشعال ( الفتاش ) أثناء اللهو مع أطفال في منطقة حي نزال ، حيث امتدت النار إلى كف يده ولم يتمكن من افلات اصابع (الفتاش )، ما أدى إلى احتراق اصبعيه وبالتالي بترهما .
ويقول " إن مشكلة المفرقعات لم تنته عند توعية الأطفال بعدم شرائها فقط ، بل من الضروري محاربة الظاهرة من الأساس، وهذا ما حصل بالفعل هذا العام وتم ردع التجار ولم تعد متوفرة مثل العام الماضي" .
ويضيف ان المفرقعات تتوفر في البقالات واسعارها بمتناول أيدي الأطفال، والتجار يبيعونها دون الالتفات لمخاطرها، ودون اشتراط سن معين لشرائها ما اسهم بشكل لافت في العديد من الاصابات الخطيرة سواء بالعيون أو بقية الجسم .
ويرى أحد أئمة المساجد في منطقة الصويفية، أن هذا العام شهد هدوءا ملحوظا ، باستثناء حالات قليلة ، أثناء أداء صلاة القيام ( التراويح )، مستذكرا كيف كان الصبية يشعلون المفرقعات والألعاب النارية بالقرب من المساجد عند صلاة التراويح، الأمر الذي يؤدي احيانا كثيرة الى التشويش على المصلين وعلى الامام نفسه ليعيد قراءة الآيات خوفا من الخطأ .
وللتحايل على قلة توفر المفرقعات في بعض المناطق الشعبية يلجأ اطفال في منطقة الجوفة الى استخدام أنابيب معدنية يتم وضع مادة الكبريت داخله ، واشعالها والقاء الانبوب بعيدا لتحدث صوت انفجار ، ما أدى الى اصابات خطيرة بين الاطفال وبعض السيارات القريبة، وفقا للحاجة ام اسماعيل العملة .
وتتخوف أم ابراهيم من احتمالية عودة تجارة المفرقعات الى البقالات كما العام الماضي، مشيرة الى ان طفلتها كانت لا تستطيع النوم من تصاعد اصوات المفرقعات ذات الاصوات العالية ما كان يصيبها بالهلع ، الا أن الامور حتى الان أفضل ، وتكاد لا تسمع اي اصوات لتلك الالعاب الخطيرة .
وكانت دائرة الافتاء العام اصدرت فتوى بتحريم الالعاب النارية ، اذ قال أمين عام الدائرة الدكتور محمد الخلايلة في تصريح صحفي بأن بيع المفرقعات والألعاب النارية هو حرام شرعاً، لأن بيعها ممنوع وتؤدي إلى ترويع وترهيب المسلمين مستشهدا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مِنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ "صدق رسول الله الكريم .
ودعت مؤسسة المواصفات والمقاييس المواطنين في حال رؤية مواد المفرقعات والفتيش في المحال التجارية والبسطات الى الاسراع بابلاغ المؤسسة على هواتفها: الارضي 5301228 او موبايل 0795552052 .