دعوات إلى تعظيم قيم الانتاجية وعدم التهاون بالعمل في رمضان
المدينة نيوز:- ارجع موظفون اسباب تراجع انتاجيتهم في شهر رمضان الفضيل الى السهر ساعات طويلة تمتد الى ما بعد صلاة الفجر، وارتفاع درجات الحرارة ، وازدياد نسبة الاجازات الخاصة بالموظفين والموظفات، فيما أكد مختصون ان هذا الشهر يرتبط بالعمل والانجاز والانتاجية .
ويقول الموظف احمد خليل ان معظم الموظفين يحضرون الى مقر عملهم خلال شهر رمضان بوقت متاخر عن ساعات الدوام الرسمي؛ وهو ما يعني تراكم العمل، كما يغادرون عملهم قبل المواعيد المقررة وبخاصة الموظفات بسبب مسؤلياتهن مشيرا الى ان حالة الكسل والاسترخاء لا يمتاز بها وحده بل هي سمة عامة تنسحب على الغالبية من موظفي القطاعين العام والخاص في هذا الشهر.
ويضيف ان الصائم دائما يتذرع بالصيام. وعدم قدرته على التركيز لعدم وجود القهوة وغيرها من المنبهات، ولكن كل هذه الاعمال لا تناسب هذا الشهر ويجب ان نقوم بافضل السلوكيات ونعكس اجمل الصور فهو شهر فضيل.
ويؤكد متخصصون أهمية تعظيم قيم الانتاجية وعدم التهاون والتراخي أثناء العمل في شهر رمضان المبارك، الذي يتجدد فيه نشاط الانسان ويزيد من قوته وتماسكه مبينين لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، أن البعض يستغل طبيعة شهر الصيام والانقطاع عن الطعام وكسر الاعتياد الذي يفرضه بقيم صحية ودينية بالتباطؤ في أداء العمل وعدم القيام بواجباته والتبرير بانه صائم.
ويوضح الاستاذ المشارك في علم الاجتماع والجريمة في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين،أن عملية الانتاج مرتبطة بالتربية الأسرية لتعظيم هذه القيمة، وهذا يؤثر على توزيع شكل الاعتمادية على الجنسين، فالشاب الذي يتعلم بالقدوة أن والديه يتعاونان على ترتيب البيت، يمكنه أن يقتدي بهما، ويؤدي بعض المهام الانتاجية داخل غرفته والالتزام نموا بذلك حتى وصوله للجامعة إلى مرحلة انخراطه بسوق العمل .
ويشير الى أننا نجد فروقا في أنماط التنشئة الاجتماعية، فالعائلة الأردنية منسوب الاعتيادية فيها لدى الأبناء على الاباء كبير ومرتفع، وهذا ما يؤخر دخول أبنائنا إلى سوق العمل الانتاجي، انطلاقا من المدرسة وصولا للجامعة باعتمادهم على وساطة والديهم، انتقالا إلى عدم التحاقه بما هو متاح من فرص العمل .
ويرى أن هناك تشوها بين فرص العمل المتاحة، وتوقعات الأبناء نحو العمل الذي يرغبون بالالتحاق به، وغالبا ما يكون عملا مكتبيا،لافتا أن انفاق الوالدين على الابناء يؤكد طول مدة الاعالة التي يتلقوها،" فهذه المنظومة تقود الى ضعف منسوب الانتاج لدى المواطن خصوصا في القطاع العام،إذ أن الوظائف الحكومية غالبا ما تقود إلى التراخي بحكم أن بيئة العمل منقادة إلى علاقات المجتمع، وليس على اساس الكفاءة والانتاج، بل الوساطة والقرابة، على العكس تماما في القطاع الخاص الذي يقتضي انتاجية عالية ووقت أقل ومهارة متنامية، بغض النظر عن العلاقات.".
ويؤكد مستشار علم الارشاد النفسي الطبي واستاذ الارشاد النفسي بجامعة عجلون الوطنية الدكتور نايف الطعاني، أنه من منظور علم النفس هناك جدولة التعزيز التي تعمل على تحفيز قدرات الشخص، واعتبار أن السلوك عادة مكررة نمارسها ونعززها لتتأصل في نفوسنا، مشيرا الى أن شهر رمضان يعتبر شهر الغزوات والفتوحات الاسلامية وشهر العمل والعبادة والصدق والإخلاص، وأن الرسول الكريم جاء ليتمم مكارم الاخلاق.
ويدعو في هذا الاتجاه الافراد في المؤسسات والهيئات الانتاجية الى تحمل مسؤولياتهم في العمل،ومحاسبة الموظفين حال تقصيرهم في اداء عملهم .
ويقول رئيس قسم اصول الدين في كلية الدعوة واصول الدين بجامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتور ليث العتوم،إن قيمة العمل تنطلق من الوفاء والالتزام بالعمل في جميع الاوقات، مشيرا الى أن العمل في الاسلام عبادة بمفهوميها العام والخاص، وهو قيمة ثابتة تتزايد قيمته في شهر رمضان،حيث يتضاعف الأجر وتتضافع الحسنات، وأن الالتزام بالعمل واجب ولا يجوز التهاون به .
ويبين أن الانسان عندما يحفز ويقدم له جائزة يسارع بأمر نفسي وطبيعي ليحوز على هذه الجائزة، فما بالكم في رمضان عندما يكرم الله المسلم بهذا الشهر، فالعمل أساس الحياة وقيام الاستخلاف بالارض لقوله تعالي :" واني جاعل في الارض خليفة "، وتحقيق سنن الله بالكون، مشيرا الى أن الانسان في رمضان يميل للتراخي وعدم الانضباط،إلا أن الاسلام جاء ليعزز معنى الاستخلاف في نفس المؤمن .
(بترا)