هدية تليق بحاوية زبالة
![هدية تليق بحاوية زبالة هدية تليق بحاوية زبالة](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/d2e93513b2afbab14ccb10d8bae5c8ad.jpg)
فضيحة الهدية التي قدّمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الملك سلمان عبد العزيز تُثير الأسى والحزن والغضب، أكثر ممّا تدعو إلى التهكّم والسخرية، فعدد الصحيفة القديم، المؤطّر بماء الذهب، يحمل اسم فلسطين “باليستاين بوست”، ولكنّها صحيفة يهودية ناطقة بلسان الوكالة التي صارت في ما بعد حكومة “إسرائيل”.
ومن المأثور العربي أنّك إذا كنت لا تعرف فتلك مصيبة، وإن كنت تعرف فالمصيبة أعظم، ونظنّ أنّ الرجل ومستشاريه لم يكونوا يعرفون حقيقة هذه الصحيفة، ومع هذا فالمصيبة أعظم وأعظمين أيضاً، فَمَن لا يعرف تاريخ البلاد التي يُفترض أنّه يقودها، ويتصرف خبط عشواء، ليس جديراً بمكانه، والأولى به أن يُريح ويرتاح.
التاريخ الفلسطيني مليء بالصحف، اليومية والاسبوعية، والمطبوعات الدورية، ولعلّ الصحيفة التي تحمل اسم “فلسطين” لصاحبها المناضل عيسى العيسى كانت من أوائل الصحف التي صدرت في الشرق العربي، في العام ١٩١١، ولو سأل مستشارو الرئاسة لكنّا زوّدناهم بأعداد منها تليق بكونها هدية لملك عربي، كونها تتحدث عن الثورة الفلسطينية، لا عن الوكالة اليهودية وتمهيدها لاغتصاب بلادنا.
الغريب أنّ مثل هذه الفضيحة كافية لتزلزل أنظمة سياسية، ولكنّها مرّت مرور الكرام في فلسطين المحتلة، وهذا ما يزيد من حزننا وغضبنا، وعلى الجانب الآخر فقد سعدت إسرائيل وشمتت بنا، أمّا على الجانب الثالث الذي تُعنى به المملكة العربية السعودية، ففي يقيننا أنّ دبلوماسيتها الدمثة تحفظت عن الردّ، ولكنّ القصر نفسه وضعها في أقرب حاوية زبالة.
(السبيل 2016-06-27)