نادية تنقش قصة نجاح وتؤسس مشروعها الخاص
المدينة نيوز:- استطاعت الشابة نادية السرحان بإصرار وطموح وإرادة قوية ان تنقش قصة نجاح تتردد في منطقتها؛ لتكون قدوة لكل امرأة تبحث عن تحقيق طموحها والقدرة على التغيير في حياتها، حيث تمكنت من تطوير مشروعها الخاص ومساعدة عائلتها ماديا ومعنويا؛ وها هي ترتب البضائع في محلها وبثغرها الباسم تستقبل زبائنها.
تقول نادية في افتتاح محلها انه "قد يظن البعض ان هذه الغرفة هي محل بسيط مقارنة بغيره من المحلات، وانما هو حلم تحقق من فكرة نضجت لتصبح مشروعا متكاملا، مستذكرة المكالمة الهاتفية التي غيرت مجرى حياتها وقبولها في برنامج التشغيل السريع وهو احد مشاريع برنامج الامم المتحدة الانمائي بالشراكة مع مؤسسة نهر الاردن.
نادية متزوجة منذ 10 سنوات وأم لثلاثة اطفال اقتصرت حياتها قبل اشتراكها في برنامج التشغيل السريع بالاهتمام بالأعمال المنزلية وانكفائها على نفسها مستبعدة مختلف الصداقات من الجيران؛ مشيرة الى شعورها بالوحدة القاتلة وانحصار عالمها وطموحها بجدران المنزل اضافة الى تشابه كل ايامها مختزلة حديثها بأن حياتها "اعمال منزلية".
تعتبر نادية واحدة من أصل 100 متطوع استفادوا من المشاركة في برنامج التشغيل السريع (منهجية 3X6) في مرحلته التطوعية الأولى في قضاء حوشا، إذ يقوم المشاركون بالبرنامج بأنشطة تطوعية لخدمة المجتمع، وخلال هذه الفترة يخضعون لتدريب يهدف إلى تزويدهم بمهارات حياتية مختلفة ومهارات تطوير الذات، والإدارة المالية والأسرية لتمكينهم بالتفكير بطريقة استراتيجية كصناع قرار، وإخراج مكنوناتهم في الإبداع لاستغلال الموارد المتاحة لديهم .
بدأ مشوار ناديا مع حلمها عبر مشاركتها في برامج التشغيل السريع (منهجية3X6)، حيث قدمت الطلب للالتحاق بالمشروع؛ والذي سمعت عنه من قريبتها والمزمع انه سيتم تنفيذه في منطقتها؛ الا انه لم يتم قبول طلبها في البداية؛ وبسبب انسحاب احد المشتركين فتحت أبواب الأمل أمامها مرة أخرى لتتدرج بأولى خطوات تحقيق حلمها وطموحها؛ لتتواجه وظروفها الأسرية بكيفية العناية بأطفالها وأين سيقضون وقتهم خلال تواجدها بالعمل التطوعي؛ لتنفرج مرة اخرى عبراشراكهم بـ "النادي الصيفي" الذي كانت متطوعة فيه لتصطحب اطفالها معها والعودة سويا الى المنزل.
ولفتت نادية الى انها تعرفت على العديد من النساء والفتيات من منطقتها اللواتي لم تكن تعرفهن خلال السنوات العشر لزواجها ضمن الفترة التطوعية للبرنامج، مشيرة الى انها اكتسبت مهارات تنظيم الوقت الذي انعكس على منزلها ومشروعها الخاص لاحقا، خاصة مهارة التعامل مع الاطفال بمختلف الاعمار واحتياجاتهم والذي التمسه أطفالها في طريقة تعاملها معهم.
وفي المرحلة الثالثة للمشروع تقدمت نادية بخطة لمشروعها الشخصي وحصلت على تمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإنشائه، والذي يشتمل على بيع الأدوات المنزلية لسكان المنطقة، مبينة انه لم يغريها الربح السريع حيث كانت تفضل أن تبقى أسعارها منافسة آخذة بعين الاعتبار الإمكانيات المادية لزبائنها وخاصة انها بدأت عملها في منزلها؛ وكان حصولها على البضائع من عدة مناطق والربح كان زهيدا كي لا تثقل كاهل اهل منطقتها وتكسب ثقتهم.
واشارت نادية الى مساعدة زوجها، وخاصة لدى رؤيته الإقبال الكثيف من الجيران والمحيطين متلمسا أثر مساندتها له في المسؤوليات المادية المنزلية اليومية، حيث عمل على مساعدتها في بناء غرفة ملاصقة للمنزل لينشأ محلها الخاص، مشيرة الى اتمام عملية بناء المحل من خلال ارباح المحل.
وعن خططها المستقبيلية تقول نادية انها تريد تطبيق مختلف المهارات المكتسبة من مشروع التشغيل السريع (منهجية3X6) وتطبيق استراتيجياته على مشروعها الخاص؛ ميرة الى أنها خصصت حسابا للمحل في احد البنوك.
وتختم نادية حديثها بفيض من المشاعر بقولها "لقد لمست معنى الحياة والسعادة من خلال هذه التجربة، وأدركت أن في داخلي نادية جديدة رأت النور بعد عناء طويل"، مبينة ان المشروع هو بمثابة فرصة للتعرف على قدراتها وتوظيفها بشكل عملي يفيدها وعائلتها ومجتمعها.
( بترا )