في المسألة “الأردوغانية”!
لستُ من المغرمين بعيون رجب طيب أردوغان، ولم أعتبره في يوم إنموذجي المفضّل لزعيم غير عربي مدافع عن القضايا العربية، ولكنّ علينا الاعتراف بأنّ الرجل يعمل لصالح بلاده التركية، وحقّق لها ما عجزت عشرات القيادات قبله.
أردوغان يتعرّض، هذه الأيام، لموجة انتقادات عربية على أرضية تطبيع علاقات أنقره بتل أبيب، واعتذاره لفلاديمير بوتين عن إسقاط المقاتلة الروسية، وكأنّ المطلوب منه أن يكون فلسطينياً أكثر من الفلسطينيين، وسورياً أكثر من السوريين، فيُشهر سلاحه في وجه كلّ من يعتدي على بلاد العرب والمسلمين.
وليس هناك من شكّ في دور الفرد في صنع التاريخ، ولعلّ أردوغان من هؤلاء الأفراد الذين غيّروا مسار بلادهم، وحقّقوا لها منجزات تتعدّى العادي من الأمور لتصبح قاعدة تُبنى عليها مسيرة مستقبلية، وكلّ ذلك في وقت قصير نسبياً، حتى أصبح من الممكن ظهور مصطلح “تركيا الأردوغانية”.
وفي رأينا، أنّه كان على منتقدي الرجل من العرب أن يتساءلوا: ألم تُطبّع الغالبية الغالبة من الدول العربية علاقاتها مع “إسرائيل” بشكل أو بآخر؟ وكيف للدولة التركية أن تتناسى جارتها روسيا، مع كل المصالح المشتركة؟ ولماذا لم يظهر ولو أردوغان واحد في دولة عربية واحدة، في زمننا الجديد، فيسجّل له اسما في دور الفرد في صنع التاريخ؟
(السبيل 2016-06-29)