الأردن : ماذا أعد اللاجئون السوريون في الزعتري لعيد الفطر ؟
جي بي سي نيوز - : أيام معدودة تفصلنا عن عيد الفطر السعيد، والحركة التجارية الجيدة التي يشهدها مخيم الزعتري للاجئين السورين في رمضان الذي يضم في طياته ما يزيد عن 80 الف لاجىء الذين يعتمدون على توفير احتياجاتهم من المحال المنتشرة في المخيم .
وبين اللاجىء ابو محمد، استعدادات اسرته للعيد ،انه عمل على شراء ثياب جديدة لاطفاله في العيد؛ لان ظروفه بكونه يملك محلا صغيرا في سوق المخيم ساهم بقدر جيد على توفير متطلبات المنزل لافتا الى ان الكثيرين في المخيم لايستطيعون شراء مستلزمات العيد لانهم يعيشون على قسيمة المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي.
وعمدت اللاجئة ميسر من الاسبوع الاول للشهر الفضيل الى شراء ملابس اطفالها كلما توفر لديها المال؛ ليعيشوا اجواء العيد وتغيب ملامح الحزن وقلة الحيلة ولو لايام امام اطفالهم ، فالعيد يبقى عيد له بهجته ورونقه والذي لا يستكمل الا بضحكات الاطفال معلنين ان العيد اتى لافتة الى ان اسعار الخضار والفواكة في المخيم المناسبة ساهمت هذا الشهر على شراء مختلف احتياجاتنا من الخضروات والمواد الغذائية.
ولفتت الى المخيم يعيش بعض طقوس الرمضانية لتجد المحال عمدت على صناعة العصائر الخاصة بشهر رمضان والحلويات الشعبية المختلفة من الكعك والمعمول.
ولفت احمد صاحب احد المحلات التجارية في المخيم ان المخيم يشهد حركة تجارية جيدة لانه لا يعتمد فقط على سكان المخيم انما لتواجد العديد من المواطنين الذين يتوافدون الى المخيم للعمل ، ناهيك عن الزيارات العديدة والتي تضم العشرات من الوفود والمنظمات الدولية التي عملت على انعاش الحرة التجارية من خلال شراء مستلزمات من المحال الموجودة في المخيم ، مشيرا الى قرب المخيم من المزارع عمل على توفير الخضار والفواكة في اسعار تناسب عملية البيع للاجئين السورين وقدراتهم المعيشية .
وبينت الحاجة ام حسن الى ان شهر رمضان والعيد يزيد من الالم الحسرة والفراق ، ويذكرها ببيتها وابنائها المنتشرون في الشتات والباحثين عن مكان امن يضم ابناءهم ويقيهم ويلات الحرب.
ويقول ابو سمير ، وهو اب لخمسة اطفال انه وبعد ان يحصل على القسيمة الغذائية الخاصة به وافراد اسرته عبر برنامج الغذاء العالمي يعمل على شراء متطلبات الشهر الكريم من المواد التمونية ؛ وفي هذه الايام نعمل على توفير جزء من مستلزمات العيد من الحلويات وملابس الاطفال ، لافتا الى ان اسواق المخيم توفر كافة متطلبات الحياة من مواد التموين والخضار والفواكة وباسعار ملائمة لافتا الى ان يعمل بعمل في احدى مجالات الخدماتية في المخيم مقابل مبلغ بسيط يساند ظروف المعيشة الصعبة.
واضاف الخمسيني ابوجمال النعيمي انه يعمد في شهر الرحمة على اقامة الولائم للارحام والاقارب وهذا ما اعتاد عليه في بلاده سوريا ومستمر حتى في المخيم ، لانها هي ما تخفف علينا مصابنا وبعدنا عن وطننا.
فيما يقضي معظم الاطفال بالمخيم اوقاتهم يلعبون بين الكرفانات ومساحات الامنة للاطفال والتي يشرف عليها منظمات تعنى بالاطفال ،واخرون يذهبون للدراسة اللامنهجية لتعلم القراءة والكتابة واخرون في حلقات حفظ القران ويلتحق الشباب ببرامج تعمل على تأهيلهم بحرفة تعيلهم بممارستها بعد التخرج في المخيم في مجال الحلاقة والكهرباء والمشغولات المختلفة.
واكد منسق المفوضية السامية لدى الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مخيم الزعتري هوفيك أت يمزيان أن المفوضية عملت على تغيير برمجة إيصال التيار الكهربائي في مخيم الزعتري خلال شهر رمضان ، وبما يتيح زيادة إيصاله لساعتين إضافيتين ليصبح 9 ساعات يوميا بدلا من 7 ساعات مشيرا الى ان التعديل على برمجة التيار الكهربائي خلال شهر رمضان جاء بعد مطالبات من اللاجئين السوريين في المخيم بزيادة ساعات إيصال الكهرباء في المخيم، حيث تم ايصال الكهرباء يوميا من الساعة السابعة مساء وحتى الساعة الرابعة صباحا.
ودعا اللاجئين السوريين إلى ضرورة التعاون مع المفوضية وبما يدفع إلى تقنين استعمالات الكهرباء بهدف المساهمة في تخفيض الفاتورة الشهرية التي تتحملها المفوضية، موضحا أن المفوضية باتت تتحمل فاتورة شهرية ذات نفقات مرتفعة تصل قرابة 400- 500 ألف دولار شهريا لتتلاءم مع السقف الاعلى للفاتورة الشهرية .
ولفت الى ان الوضع الاقتصادي للأردن صعب ومحدود الموارد؛ فلا بد من دعم الاردن دوليا ؛ ليتسنى له الاستمرار في مساعدة اللاجئين السورين وتوفير مختلف الخدمات وخاصة في مجال التعليم مؤكدا على ان الاردن يقوم بدوره في المجال الانساني على اكمل وجه وهو ما يفوق قدراته وامكانيات المحدودة وخاصة في مجال التعليم عبر بناء العديد من المدارس والتي تعمل على حل جزء من التحديات وتوفير فرص عمل لابناءها الاردنيين وخاصة ان المدارس سواء في المخيم وفي المجتمعات المضيفة يعاني الكثير من الاكتظاظ والعودة الى نظام الفترات الصباحية والمسائية . ( بترا )