العبادي ضعيف ومستقبل العراق غير واضح!
عن سؤال هل حدّدتم مهمّة تحرير الموصل وموعد تنفيذها؟ أجاب المسؤول المهم نفسه الذي يُتابع أوضاع العراق في "الإدارة" المهمّة الثالثة نفسها داخل الإدارة الأميركيّة، قال: "لا يمكن تحديد المهمة وموعد تنفيذها منذ الآن. العبادي رئيس الحكومة العراقيّة وعد أن ما حصل في أثناء تحرير الرمادي من انتهاكات لن يتكرّر في الموصل. لكنه ضعيف. ووعد بعدم اشتراك الميليشيات الشيعيّة في تحرير الموصل. ويحاول أن ينفّذ وعده. تحدّث عن دمج المقاتلين السنّة في الجيش ولكن في صورة غير مباشرة إذ قال أنه سيدفع لهم رواتب". علّقت: عندما قامت "الصحوة" (تألّفت من سنة غالبيّتهم تنتمي إلى العشائر) التي أسّستها أميركا لمحاربة "القاعدة" وزعيمها الزرقاوي في العراق ونجحت في ذلك، أبقتها الحكومة العراقيّة خارج الجيش خلافاً لوعودها، كما أنها لم تدفع لأعضائها الرواتب التي يستحقّون، ولاحقاً انضم عدد من هؤلاء إلى "داعش". وعندما واجه الشيعة العراقيّون خطر "داعش" الكبير بعد احتلال الموصل وتهديده جدّياً بغداد والجنوب أعلن المرجع السيد السيستاني "الجهاد" وأُنشئ "الحشد الشعبي" وميليشيات أخرى. وأعضاؤها كلّهم يتقاضون رواتب ويتحرّكون في حرية. لماذا لا تعامل الحكومة العراقيّة أبناء العشائر السنيّة الذين يقاتلون "داعش" بالطريقة نفسها؟ أجاب: "ما قُلتَه صحيح. يحاول العبادي ذلك بالإيحاء أن الأمر ممكن لاحقاً". قلتُ: إيران موجودة في العراق ولها كلمة وازنة جداُ داخله وعلى كل المستويات. والحاج قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" موجود دائماً في العراق لمتابعة أو ربما الاشراف على الوضع وقيادة المعارك. وأنتم ترونه هذه الأيام كثيراً في بغداد وخارجها. ردّ: "بعد احتلال الموصل وقبل تحرير الرمادي كان يُرى كثيراً في العراق، علماً أنه لا يتحرّك كثيراً في صورة علنيّة. عملياً قامت إيران بدور كبير في حماية الجنوب بعد سقوط الموصل وانفراط الجيش العراقي. وساعدت الأكراد في "كردستان العراق". علّقت: أعتقد أن نّية رئيس الحكومة حيدر العبادي جيّدة لكنه ضعيف كما وصفته أنت، ولا يستطيع أن ينفّذ وعوده أو أن يتخّذ مبادرات. وهناك انتخابات نيابيّة آتية ويريد أن يحافظ على موقعه الحالي. لكنه تحت رحمة إيران. ردّ: "الشيعة العراقيّون بعضهم إيراني الهوى. لكن معظمهم يشعرون بعروبتهم، وحاربوا إيران في زمن الراحل صدام حسين". علّقتُ: هذا أسمعه دائماً من العرب والأجانب وخصوصاً القريبين منهم. الشيعة عربٌ حقيقة ويريدون علاقات طبيعيّة مع محيطهم العربي. لكن أيام صدّام العرب كانوا معه ضدّهم وضد إخوانهم في المواطنيّة العراقيّة أي السنّة. ثم أتى الارهاب. إيران استغلّت حاجة الأعداد الكبيرة من الشيعة إلى اللجوء إليها هرباً من بطش صدّام، فحمتهم ودرّبتهم وسلّحتهم وأعادتهم إلى بلادهم حكّاماً بعد سنوات، علماً أنها أذلّتهم في معاملتها على الأقل في البداية. لذلك صارت إيران عمقاً استراتيجيّاً فعليّاً لشيعة العراق. وهم لن يتخلّوا عنها وإن اختلفوا معها. حتى المرجع السيد السيستاني يؤمن بذلك. صحيح أنهم قاتلوا إيران. لكن هل كان أحد في العراق سنيّاً أو شيعيّاً قادراً على رفض قتالها أيّام صدّام؟ هل صحيحٌ ما يُقال أن إيران تحاول بواسطة ميليشياتها وجيش العراق الموالي لها الاتصال جغرافيّاً بسوريا عبر احتلال مناطق سنيّة عراقيّة؟ هل تقبل أميركا ذلك؟ أجاب: "هناك أمور عدة في هذا السؤال. مستقبل العراق غير واضح بعد. ربما يصبح دولة لا مركزية أو فيديرالية". قلتُ: العراق هو الدولة الوحيدة في حالة حرب منذ سنوات التي ظهرت ملامح الحل النهائي لها وإن لم يكتمل بعد. ثلاث دول إذا قُسِّم أو فيديرالية من ثلاث كانتونات إذا "تَفَدْرَلْ". واحد سنّي وآخر شيعي وثالث كردي. ردّ: "ما تقوله صحيح. هناك كردستان وصار لأكرادها دولة. لكن هل ستتكوّن ظروف ملائمة تمكّنهم من إعلانها، أو يبقون على الحكم الذاتي؟". علّقت: قد يكون انهيار أسعار النفط أحد العوامل التي تدفع أكراد العراق إلى التخلّي عن إعلان الدولة وذلك تلافياً لخسارة الـ 17 في المئة التي يأخذونها من موازنة العراق. ردّ: "مع انخفاض أسعار النفط وبسببه حتى الحكومة المركزية في العراق لن تعود عندها الامكانات الماليّة للانفاق على مشروعاتها المتنوّعة". علّقت: لتأخذ الحكومة المال من الفاسدين المستمرّين في السلطة في شكل أو في آخر والساعين إلى العودة إليها رسميّاً ومن الباب العريض.
(المصدر: النهار 2016-07-08)