في زمن “الهرولة”!
أظنّ أنّ أوّل من قدّم مصطلح “الهرولة” نحو “إسرائيل” هو الشاعر الراحل نزار قباني، وبعده تعمّم القول، وتعمّمت النتيجة، وصارت “إسرائيل” جغرافيا لا تحتل فلسطين فحسب، بل أصبحت “كعبة” يحجّ إليها العرب والعاربون والمستعربون والعابرون ومن لفّ لفّهم من الناس.
وزير خارجية مصر، ليس غريباً، إذن، في تلك المعادلة، حين يذهب في أوّل زيارة لمسؤول مصري إلى إسرائيل منذ عشر سنوات، فهو يدشّن ما كان في الخفاء، في العلن، وهو الأجرأ في زمن بدأ من رحلة أنور السادات المشؤومة، وتواصل سراً وعلناً حتى اللحظة.
سامح شكري يتجاوز حتى الشكليات في الحقوق الفلسطينية، فتكون القدس هي مكان إجراء المحادثات، الأمر الذي شكّل اعترافاً ضمنياً بكون المدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل، وهو أمر لم تقم به الإدارة الأميركية نفسها، وتركته مفتوحاً للمفاوضات.
“إسرائيل” تعيش زمنها الذهبي، فتلك الأيام التي كانت تطالب فيها “جيرانها” بالاعتراف بها ولّت، فها هم يهرولون إليها، ويطلبون ودّها، حتى هؤلاء الذين ما زالوا يعلنون عداءهم يقومون بتأمين حدودها الشمالية، أمّا الذين يقفون بين بين فلا تخفي الأخبار بين وقت وآخر وجود اتصالات سرية مع ذلك الذي تحوّل تدريجياً من كونه عدواً إلى وجوده خصماً حتى وصل في كثير من الأحيان إلى مرتبة “الصديق الصدوق”.
(السبيل 2016-07-12)